واشنطن منعت كييف من اغتيال رئيس ا لأركان الروسي
زيلينسكي يدعو العالم إلى دعم صيغة سلام تنهي الحرب
مع تحذير الدبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر من أن «رغبات البعض» في تفكيك روسيا ستؤدي إلى فوضى نووية، تصدت إدارة الرئيس جو بايدن لخطة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشن هجوم على رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، بغرض اغتياله.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن أول من اكتشف أن غيراسيموف كان يخطط لزيارة الخطوط الأمامية لقواته في أوكرانيا، لكنها لم تمرر هذه المعلومات إلى إدارة زيلينسكي، «خوفاً من أن تؤدي محاولة اغتياله إلى حرب بين الولايات المتحدة وروسيا».
وأوضحت أنه بعدما علمت كييف بأنباء الزيارة، حاول المسؤولون الأميركيون دون جدوى إقناع أوكرانيا بإلغاء الهجوم، حيث مضت أوكرانيا في تنفيذ مخططها لكن غيراسيموف لم يصب بأذى.
وبعد قضاء الرئيس فلاديمير بوتين يوم الجمعة كاملاً في مقر العمليات العسكرية الخاصة بأوكرانيا، واطلع على أعمال الفروع، وعقد اجتماعات منفصلة مع القادة، زار وزير دفاعه سيرغي شويغو، اليوم ، المنطقة الجنوبية، وتفقد تجمعات الوحدات الروسية على الخط الأمامي في منطقة العمليات.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن «شويغو، استمع، في مركز القيادة، إلى تقارير من القادة حول الوضع وإجراءات القوات الروسية في مناطق العمليات».
وفي حين أعلنت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة استعداد بايدن للتحدث إلى بوتين بشأن خطة سلام في أوكرانيا، دعا زيلينسكي دول العالم إلى الانخراط في صيغة سلام عالمية من أجل توحيد الجهود لإنهاء الحرب.
في هذه الأثناء، استهدف الجيش الأوكراني منطقة بيلغورود الروسية المحاذية، بحسب الحاكم فياتشسلاف غلاكوف، الذي أكد مقتل شخص وإصابة أربعة وتدمير 14 منزلاً.
إلى ذلك، أكد كيسنجر، الذي لعب دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عندما كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، أن الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، لكنه حذر من أن رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية.
وفي مقال بمجلة «ذا سبيكتاتور» البريطانية، تحت عنوان «سُبل تجنب حرب عالمية أخرى»، قال كيسنجر: «إن الوقت يقترب للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات، ويجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى»، مبيناً أنه اقترح في مايو وقفاً لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل «مفاوضات».
واقترح كيسنجر (99 عاماً) إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها في حالة ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع عام 2014، وحذر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا كدولة «عاجزة»، أو حتى السعي إلى تفكيكها، قد تطلق العنان للفوضى، ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييداً لأي من المسارين.
وتابع: «إن تفكيك روسيا أو تدمير قدرتها على (ممارسة) السياسة الاستراتيجية يمكن أن يحول أراضيها، التي تضم 11 منطقة زمنية، إلى فراغ متنازع عليه، وقد تقرر مجتمعاتها المتنافسة تسوية نزاعاتها بالعنف، وقد تسعى دول أخرى إلى زيادة مطالبها بالقوة، وستتضاعف كل هذه المخاطر بسبب وجود الآلاف من الأسلحة النووية التي تجعل روسيا واحدة من أكبر قوتين نوويتين في العالم».
وفي تصريحات صادمة، وصف البابا فرنسيس النزاع في أوكرانيا بأنه حرب عالمية، ولن ينتهي في المستقبل القريب.