دخلت البصمة الوراثية على خط كشف مزوري الجنسية الكويتية، حيث ساعدت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية، برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، في كشف 164 مزوراً حصلوا على الجنسية (مادة أولى) بالغش والتزوير.
القضية التي رواها لـ «الجريدة» مصدر أمني مطلع بأمور الجنسية، بدأت بمعلومات سرية وصلت إلى إدارة مباحث الجنسية الكويتية عن شبهة تزوير في ملف مواطن بالتأسيس، مبيناً أن اللجنة على الفور تعاملت مع تلك المعلومات للتأكد من مدى صحتها، وبعد التدقيق والفحص والتحري ثبت لها وجود غش وتزوير.
وقال المصدر إن الحالة باختصار تعود لمواطن حصل على الجنسية الكويتية (مادة أولى) بطرق شرعية وصحيحة في بداية الستينيات، لأنه كان مقيماً وقتئذ في الكويت ووضعه القانوني كان سليماً، غير أن هذا الشخص كان له ثلاثة إخوة يقيمون آنذاك في دولة خليجية ويحملون جنسيتها، ولم يأتوا إلى الكويت إلا في السبعينيات، ولذا لم يتمكنوا من الحصول على الجنسية الكويتية، وهو ما دفع أخاهم المواطن الكويتي الذي يحمل المادة الأولى إلى تسجيلهم تزويراً على ملفه كأبناء له، رغم أنهم في الحقيقة إخوانه.
وذكر أن اللجنة العليا لم تكتف بإثبات عدم بنوة الإخوة الثلاثة لأخيهم الكويتي الذي نسبهم إليه، وذلك عن طريق البصمة الوراثية وشهادة عدد من أقربائهم، بل تتبعت فحص ملفات الثلاثة، فوجدت أن أولهم مسجل عليه 43 ولداً، وبالبصمة الوراثية كذلك تم اكتشاف أن أغلبهم ليسوا أبناءه حقيقة، وأنه سجلهم بالتزوير.
وأضاف أن اللجنة وجدت بعد تتبعها ملف الأخ الثاني أنه سجل 29 ابناً على ملفه، وبالبصمة الوراثية تبين أن أغلبهم مسجل بالتزوير، أما ثالثهم فأكدت البصمة أن الـ 17 ابناً المسجلين باسمه هم جميعاً بالفعل أبناؤه.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة قررت سحب الجنسية عن الإخوة الثلاثة، وعن كل من اكتسبها عن طريقهم بالتبعية، ويبلغ عددهم الإجمالي 164 ابناً وحفيداً، مبيناً أن التحريات جارية للتأكد من صحة ملف أخيهم الذي أضافهم والتدقيق على ما إذا كان يحمل أي جنسية أخرى من عدمه، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية بإحالة الموضوع إلى النيابة.
ولفت إلى أن التدقيق على ملفات الجنسية سيمتد أيضاً إلى كل من حصل عليها بشكل شرعي خلال الستينيات والسبعينيات، وإذا ثبت وجود أي تلاعب أو شبهة، فسيتم تفعيل البصمة الوراثية، مشدداً على أن اللجنة العليا لن تتوانى في اتخاذ القرار المناسب في حال ثبوت أي تزوير.
سحب الجنسية من 3043 حالة
في اجتماعها أمس برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، سحب الجنسية من 3043 حالة.
وبحسب بيان للجنة، شملت حالات السحب 164 حصلوا على الجنسية حسب المادة الأولى من قانون الجنسية، وفقاً للمادة 21 مكرر أ منه، المتعلقة بحالات الغش والكذب والتزوير، وسحبها كذلك ممن يكون قد اكتسبها بالتبعية.
ووفق المادة 13، سحبت الجنسية من 16 شخصاً حصلوا عليها وفق المادة السابعة، فيما تم سحبها من 2863 زوجة ينتمين إلى 54 دولة مختلفة، حصلن عليها وفق المادة الثامنة.
مواطنة تكشف مزوراً بـ 17 ابناً: هذا ليس ابني!
قضية تزوير أخرى كشفتها قرارات سحب الجنسية، بطلها مزور من جنسية عربية حصل على الجنسية الكويتية وفق المادة الخامسة «متجنس»، عبر تسجيله على ملف شخص آخر بوصفه ابناً له.
اللجنة العليا لتحقيق الجنسية بعد تلقيها معلومات من الإدارة العامة للجنسية تفيد بأن إخوانه مقيمون في الكويت ويحملون جنسية عربية، واجهت أمه المسنة حيث اعترفت أمام اللجنة بأنه ليس ابنها.
وعقب اعتراف الأم، تبين للجنة أن على ملف هذا الابن المدعى 17 اسماً بالتزوير، وعلى الفور تم اتخاذ اللازم بسحب الجنسية منه وممن اكتسبها معه بالتبعية، مع باقي الإجراءات القانونية اللازمة.