«خزفيات»... حوار مع الخيال من منظور فني وتراثي
معرض لأعضاء بيت الخزف الكويتي في الأفنيوز غاليري
نظم أعضاء بيت الخزف الكويتي معرض خزفيات في «الأفنيوز غاليري»، بحضور جماهيري لافت، قدموا فيه أفكارا جمالية متواصلة مع الذائقة الإنسانية بتنوعها، من منظور فني وأساليب رمزية وتراثية، حيث عبرت المجموعات الخزفية عن رؤى مختلفة، ومتناسبة مع الوجدان الإنساني الباحث عن المعنى والخيال، فهي تتحاور مع الخيال بقدر كبير من التنوع الدلالي.
وقالت مديرة الغاليري، الفنانة سهيلة النجدي: «يعد فن الخزف من الفنون الجميلة المتميزة بسبب خصوصيته، وأدواته التي تعتمد على الطين والحرق، إضافة إلى أن استلهام الأفكار فيه يحتاج إلى انتباه وسيطرة على المشاعر»، مضيفة: «يجتمع الخزافون اليوم في بيت الخزف خلال معرض مشترك، عرضوا فيه أعمالهم التي أبدعوها من خيالاتهم الخصبة، وبالتالي جاءت متناسقة مع روح الواقع والخيال معا».
فجر التاريخ
من جانبها، ذكرت مشرفة بيت الخزف الكويتي الفنانة ديمة القريني: «أنشئ بيت غيث بن عبدالله بن يوسف، في فترة الثلاثينيات في منطقة شرق، وهو أحد البيوت الكويتية القديمة التي كانت تمثل نموذجا مميزا يعبر بوضوح عن المظاهر الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، التي كانت تسود المجتمع الكويتي في أوائل القرن الماضي، ولا يزال البيت يحتفظ ببعض الأبواب الخشبية والحوائط، والطراز المعماري القديم، وقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعادة ترميمه وصيانته عام 2015، فأصبح المبنى الصغير في حجمه والكبير في إنجازه يعمل على مواكبة العالم في فن الخزف، كما يعتبر الخزف من أهم المنجزات الحضارية التي اكتشفها الإنسان منذ فجر التاريخ، وأول الفنون التي كان تطورها أسرع من غيرها مما جعلته في موقع متقدم بين الصناعات الأخرى، وتطور فن الخزف على مر العصور وانتشر في جميع دول العالم واعتبر أحد أهم مجالات الفنون التطبيقية».
وبينت القريني أن بيت الخزف الكويتي منطلق جاد وجديد، وحافز لهؤلاء الكوكبة من الخزافين الذين كان حلمهم وجود مبنى يحتويهم ويهتم بفنهم، فقد برزوا من خلال إنتاجهم الذي عرف في قاعات العرض الخاصة والرسمية في الكويت وخارجها، كما كان البيت منذ تأسيسه يعمل ليل نهار لإظهار مستوى الكويت الخزفي بين الدول العربية والعالمية، فقد عقد العديد من المحاضرات والندوات التدريبية للأطفال والكبار والورش والمعارض الخاصة والجماعية، وإشراف الخزافين من جميع الجنسيات في الورش التي كانت تهدف إلى تبادل الخبرات، والثقافات، والتجارب.
أعمال مركبة
«الجريدة» جالت في المعرض، والتقت بعض الفنانين المشاركين، وكانت البداية مع الخزاف فواز الدويش، حيث قال إنه شارك بأعمال مركّبة عبارة عن ثماني قطع تتحدث عن الأحداث الواقعية في حياة الناس اليومية، ومنها رصد لهمومهم والأحداث الذي تحدث حولهم، موضحا أن محور الأعمال التي يشتغل عليها هي عن الإنسان.
بدوره، ذكر الخزاف عبدالعزيز الخباز أنه شارك بثلاثة أعمال، كل عمل له موضوع خاص به، منها عمل بعنوان «نقطة تحول»، وتكون في حياة الإنسان من اللحظات الفارقة، التي تحدث تغييرا جذريا في مسار حياته، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي، أو المهني، أو الاجتماعي، أما العمل الآخر فجاء بعنوان «البحث»، حيث جسد فتاة تبحر في وسط البحر، والعمل الثالث يجسد أعماق البحر.
وأفادت الخزافة دلال ملك بأنها شاركت بعملين هما «البركان»، ويتحدث عن مجموعة مشاعر تتفاعل مع الحياة، أما العمل الثاني «الخريف» فحاولت أن تعبر فيه عن خروج بعض الأفكار السلبية من حياتنا، وازدهار الأفكار الإيجابية.
وشاركت د. جميلة جوهر بثلاثة أعمال، عبارة عن تشكيل يدوي، واستخدمت طينة «تراكوتا»، لافتة إلى أنها عبرت في أعمالها عن المرأة وأحاسيسها، ومضيفة أنها جعلت للمتلقي مساحة حتى يقول رأيه بالعمل، أما الخزاف مؤيد الثليث فشارك بعملين يعبران عن التأثيرات البحرية.