عندما تولى السلطة في بلاده تفاءل الشعب بأنه سيكون أكثر حكمة وانفتاحاً عمّن سبقه، وتعلقت الأمنيات الكبيرة عليه بعد الحملات الإعلامية الرسمية من التلميع الممنهج، وازداد منسوب الآمال خصوصاً بعد خطاباته المعدة بعناية والواعدة بالمستقبل المشرق وانتهاء السنوات العجاف.
إلا أنه لم يتوانَ كثيراً بعد أن تمكن من السلطة وتخلص من منافسيه وأعدائه ليظهر وجهه الحقيقي، فكشر عن أنيابه البيضاء وسيطر بقوة على مقدرات البلاد ورقاب العباد، حتى أصبح جمع الأموال همه الأكبر مهما كان حجم التضحيات والخسائر لدى الآخرين، وهذا مما جعله في سبيل ذلك يتدخل في صغائر الأمور وسفاسفها عوضاً عن تعزيز دور دولة المؤسسات العادلة المأمولة، وذلك أدى بدوره عوضاً عن فتح باب الحريات والديموقراطية الموعودة بعد السنوات البائسة إلى توسعة السجون في عهده وتطويرها بما يكفل استيعابها لأكبر عدد ممكن من النزلاء والمقيمين لأتفه الأسباب والدواعي، وبدلاً من احتواء المغتربين والكفاءات بالخارج ومحاولة الاستفادة من خبراتهم وثرواتهم عمل على تشريد بقية شعبه حول أصقاع العالم في سبيل بقائه على كرسيه المشؤوم.
مثل هذا المجرم لم يتوقف ضرره عند حدود بلاده وشعبه السوري الذي كان يعاني تحت وطأته، بل امتد شره وضرره حتى إلى جيرانه في بيروت وغيرها، حتى هنا في الكويت البعيدة لم نسلم، وقبل أسبوع واحد فقط لم نكن نملك حرية الكتابة عنه وانتقاده بسبب القوانين التي تمنع المساس برموز ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة، لكن الكراسي حال تحول، واليوم الرئيس هارب والهارب هو الرئيس والبقاء للشعب، والجميع يستطيع الكتابة عنه، والله غالب على أمره.