اشتباكات عنيفة في «الضفة» بين السلطة وكتيبة جنين

«حماس» تدعو لاتخاذ موقف حاسم

نشر في 14-12-2024 | 12:48
آخر تحديث 14-12-2024 | 19:50
عناصر أمن السلطة خلال مواجهات في جنين
عناصر أمن السلطة خلال مواجهات في جنين

قتل فلسطيني، أمس، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، مع تجدد الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومسلحين ينتمون إلى كتيبة جنين في محيط المخيم الذي يشهد مواجهات عسكرية منذ أكثر من أسبوع.

ونعت حركة حماس القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة، الذي ارتقى برصاص أجهزة السلطة في جنين، واتهمت السلطة بـ «ملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال»، داعية «فصائلنا وقوانا الوطنية كافة، وكل مكونات شعبنا ومؤسساته القانونية والحقوقية لاتخاذ موقف حاسم والضغط الجاد على السلطة لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة».

وحذرت «حماس»، في بيان مشترك مع «الجهاد»، من أن «استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويؤجج خلافات داخلية نحن في غنى عنها، في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ قضيتنا وما تتعرض له من مخططات الضم والتهجير».

من ناحيته، أعلن المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية، العميد أنور رجب، أن «الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على مركبة مفخخة أعدها الخارجون على القانون لتفجيرها وسط المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، في إطار عمل إجرامي جبان يعكس نهجا داعشيا دخيلا على قيمنا وأخلاقنا الفلسطينية، ومتناقضا مع مسيرة نضالنا الوطني».

وأعلن رجب بدء ما قال إنها «المرحلة ما قبل الأخيرة» للعملية الأمنية في جنين، وأطلق عليها اسم «حماية الوطن»، وذلك بهدف «استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون، وحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى».

عباس: ناقشتُ مع ترامب السلام... وجاهزون لإدارة غزة

وأكد أن قوات الأمن «ماضية في العملية بكل إصرار من أجل إنفاذ وتنفيذ القانون، وملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من أصحاب الأجندات اللا وطنية والمشبوهة».

وعقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، ووزير الداخلية زياد هب الريح وقادة المؤسسة الأمنية اجتماعا في مقر محافظة جنين لمتابعة التطورات الأمنية بعد إطلاق «حماية وطن».

وبدأ التوتر في الرابع من الشهر الجاري، عندما اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية شخصاً من مخيم جنين، وصادرت مبلغا ماليا كان بحوزته، وفق قناة الحرة. وقالت فصائل مناهضة للسلطة، إن المبلغ كان مخصصاً لدعم أسر في المخيم، ومقدما من حركة الجهاد الإسلامي، لكنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقد أن تلك الأموال كانت مخصصة لدعم المسلحين في كتيبة جنين.

وتضم هذه الكتيبة المسلحة التي يعتقد أنها تسيطر على مخيم جنين للاجئين مقاتلين تابعين لحركتي حماس والجهاد وكذلك «كتائب شهداء الأقصى»، التي كانت تعتبر الذراع العسكرية لحركة فتح.

في اليوم التالي، قامت مجموعة مسلحة بالاستيلاء على مركبتين تابعتين لمكتب وزارة الزراعة في جنين، وجالت بهما في المخيم، رافعة أعلام حركتي حماس والجهاد.

وتدحرجت كرة الثلج نحو استدعاء التعزيزات العسكرية الحكومية من محافظات مجاورة، واندلعت المواجهات المسلحة في مناطق عدة، أغلبها في محيط مخيم جنين الذي تحاصره قوات السلطة.

وأقرت السلطة، يوم الخميس الماضي، بمسؤوليتها عن مقتل شاب فلسطيني (19 عاماً) كان يقود دراجة نارية، بعدما اتهمت، قبل ذلك، المسلحين بقتله.

وشهدت جنين، الثلاثاء الماضي، إطلاق نار من مسلحين صوب مراكز الشرطة الفلسطينية في عدة قرى، كما اندلعت اشتباكات بين مقاتلين من كتيبة طولكرم والأجهزة الأمنية، بعد إطلاق نار استهدف مقر المقاطعة في مدينة طولكرم. وأصدرت المجموعات المسلحة في مخيم طولكرم بياناً تعهدت فيه «بإسناد» المقاتلين في مدينة جنين، من جراء ما يواجهونه من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وجاء تجدد المواجهات فيما أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، محادثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومبعوث الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين.

وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة التي تتعرّض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب. وتحقق تقدم كبير، مع تقديم «حماس» بعض التنازلات، لكن بقيت بعض القضايا العالقة حسب معلومات أميركية.

وكشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار العاصمة الإيطالية روما أمس الأول، إنه ناقش مع ترامب «تحقيق السلام مع إسرائيل بمشاركة السعودية»، مؤكدا جاهزية السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة فور خروج إسرائيل من القطاع، ومضيفا أن «حماس جزء من شعبنا، لا نستبعدها، لكنها ليست حكومة».

وقال عباس، في حوار مع صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية: «الولايات المتحدة الأميركية والسعودية ومصر والأردن وقطر مهتمة بإيجاد حل»، متابعا: «يريد الأميركيون من السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنّ الرياض لن تطبّع العلاقات حتى يعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالدولة الفلسطينية».

الى ذلك، قال «الدفاع المدني»، في غزة أمس، إن 10 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى بلدية دير البلح وسط قطاع غزة. وزعم الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مجددا مركز قيادة تابعا لحركة حماس في مجمع مدرسة يافا بمدينة غزة.

back to top