سورية الجديدة
أول العمود: تطبيق نظام الغرامة المرورية الجديد يتطلب الإفصاح عن تأثيره على عدد الوفيات وحجم المخالفات وملاحظة تطور السلوك العام في القيادة، بانتظار دراسة علمية من وزارة الداخلية بعد عام من الآن.
***
أمام الشعب السوري الشقيق إرث 54 عاما هي مدة حكم عائلة الأسد بكل تفاصيلها المؤلمة، وأمامه أيضاً اختبار عسير للانتقال إلى حال يريده لبلده.
بعد فشل العملية السياسية في كل من ليبيا واليمن والعراق والسودان على أثر اقتلاع دكتاتورياتهم، نجد أنفسنا اليوم أمام الحالة الخامسة باقتلاع بشار الأسد التي نتمنى أن تقدم الفصائل السورية درساً في مسألة السلطة وتداولها بشكل ديموقراطي يسع كل المذاهب والطوائف.
الإشارات التي بعثتها المجموعة الثائرة إلى الآن مطمئنة نوعاً، ما بتأكيدها على استيعاب الجميع في الوطن، ومحاسبة من تسببوا في الشرخ الاجتماعي عبر الإقصاء والتهجير والقتل والتعذيب وخلق مجتمعات سورية لاجئة في دول مختلفة، لكن يبدو أن المسألة ستأخذ وقتاً طويلاً حتى يتحقق ما يصبو إليه شعب سورية.
هناك أيضا ملف الدول المجاورة والقوى الدولية التي استباحت الرقعة الجغرافية لهذا البلد على مدى سنوات طويلة، وهو ما يتطلب إدارته بشكل دقيق يسهم في استرجاع هيبة الدولة.
يتمنى كل مخلص ومهتم بالشعب السوري أن يقدم سياسيوه درساً في النجاح بعد فشل النماذج التي ذكرناها في دول عربية، وسيكون كمن يتعلق بحبل الأمل في أن تقدم سورية نموذجاً ناجحاً في مسألة الانتقال السلمي للسلطة وكتابة الدستور وإعادة بناء الجيش ضمن برنامج العدالة الانتقالية، وإدارة ملفات مضى عليها 50 عاماً حاملةً من الأسى الاجتماعي والسياسي ما يرهق كل عاقل.
ليس أمام سورية إلا خيار النجاح حتى تعود آمنة.