قصيدة: من نافذة المستشفى
أحلَى المناظر والمشاهد ههنا
وعلى السريرِ مريضةٌ تشكو الوَنَى
أنفاسُها الحرَّى تصاعَدُ تارةً
وتخفُّ من ألمٍ ومن موتٍ دنَا
عند الخليج شوارعٌ في زينةٍ
وبحبها يشدو المحبُّ مدندنا
سار احتفالٌ صاخبٌ ذو بهجةٍ
فيه السعادةُ وانشراحاتُ الهَنا
ومراكبٌ في جريِها وبلهوها
هي إنما أمثولةٌ من حولنا
عجلاتُها تطوي الدروبَ بسُرعةٍ
تسري كريحٍ في سباقِ المنحنى
ووراءها وسط الخليجِ مراكبٌ
تجري بأمر الله رزقاً للدنا
الكلُّ في سعيٍ وجريٍ لاهثٍ
والجُلُّ في جولاته يشدو (أنا)
فالسَعدُ والدنيا تعجُّ وتزدهي
واللهو والزَّهو المنوَّعُ والمُنَى
بعيوننا هي دُرَّةٌ خلاَّبةٌ
أو متعةٌ أو ساعةٌ للمُقتنَى
لكنَّ رونقَها متاعٌ زائلٌ
إذ إنَّه زَيغٌ كما زَيف الغنَى
أما هنا في دارنا ومكانِنا
فالعجزُ والكِبَرُ المهيمنُ أُعلنا
والحزنُ والأشجانُ ملءُ مشاعرٍ
والداءُ والوجعُ المؤرّقُ والضَّنَى
نبضاتُ آلاتٍ لقلبٍ واهنٍ
قد يتركُ الدنيا قريباً من هُنا
من بعد طولِ تشتُّتٍ وتشرّدٍ
لم يبقَ للإنسانِ إلّا ما جنَى
من بعد سنٍّ طاعنٍ في رحلةٍ
لم يُجْدِ إلّا الله إنْ حانَ الفَنَا
غفر الإلهُ لنا جميعَ ذنوبنا
إني رأيتُ الصبرَ يُنجي المؤمنا
صلّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
والآلِ والأصحابِ كانوا السَّوسنا
ما ضاء بدرٌ ساطعٌ ملءَ السَّما
ما أشرقتْ شمسٌ علينا بالسَّنا
ما أذَّنَ الداعونَ كلَّ فريضةٍ
ما كبَّرَ الساعون حَجَّاً في مِنَى