إعلام أم أحمد العجافة (ونستثني من عباءة أم أحمد قلة إعلامية تبنّت مواقف صادقة عبر كتّابها في رفض سحب الجنسية لجماعة المادة الثامنة) لم ينطق بكلمة حق واحدة عن مأساة من سحبت جناسيهن من بؤساء المادة الثامنة- زوجات ومطلقات وأرامل الكويتيين - لم يتحدث إعلام البؤس عن الحالة الإنسانية لأمهات وجدّات كويتيين حين يجدن أنفسهن فجأة في خانة البدون المنسيين لا لجريمة ولا لذنب ارتكبوه، بل لخطأ السلطة ذاتها التي منحتهن الجنسية بالأمس، وتأتي اليوم لتصحح هذا الخطأ - إن افترضنا أن منح الجنسية لهن كان خطأ، لأنه لم يصدر بمرسوم - والآن تأتي السلطة لتنزل عقوبة الحرمان بسحب الجنسية على ضحايا الخطأ المفترض، لا على من تسبب بهذا الانحراف المفترض.

هذا الإعلام التعس لم يقف مناصراً لقضية الحرية والكرامة للبشر، بل يزف خبر سحب الجناسي وأعداد من سُحبت منهن الجنسية ـ وستُسحب - ضمن جملة أخبار عن سحب جناسي المزورين والمتلاعبين بملفات الجنسية، فتطبع في وعي القارئ الساذج، وبالأخص تلك النوعية من البشر المهللين لتصفيات العرق الآري الكويتي، بأنه لا فرق بين «المزورين» (وصف مزورين ومتلاعبين حسب اجتهاد الداخلية وليس من جهة حياد قضائية)، وبين من سحبت جناسيهن حسب المادة الثامنة.

Ad

عيب على هذا الإعلام غشّه وتلاعبه بالوعي الزائف لفرق المطبّلين. إذا كان مثل هذا الإعلام المرتزق يخشى على مصالحه، فليسكت ويضحّي كالشيطان الأخرس الساكت عن الحق، بدلاً من ضرب دفوف أم أحمد العجافة، فهذا أكثر جرماً وأكثر شراً ودماراً للهوية الإنسانية.