يريد المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، هانسي فليك، من لاعبيه أن يبذلوا أقصى جهد لهم لتحسين أدائهم الدفاعي وكفاءتهم الهجومية من أجل استعادة ثقة الجماهير مرة أخرى من خلال تحقيق نتائج إيجابية بعد الخروج للمرة الثانية على التوالي من دور المجموعات ببطولة كأس العالم.
وقال فليك، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية بمقر الاتحاد الألماني لكرة القدم في فرانكفورت: «لدينا التزام يجب تنفيذه».
وأضاف: «علينا أن نولّد الحماس مرة أخرى. نريد أن نظهر كرة قدم جذابة كفريق، نريد أن نظهر للجماهير مدى إمكاناتنا، نريد أن نقدّم كل شيء، نريد أن نلعب لألمانيا، نحن فخورون بهذا، ونتطلع لبطولة أمم أوروبا التي تستضيفها ألمانيا عام 2024».
وأضاف: «يجب أن تقدّم أقصى ما عندك لكي تقدم أفضل أداء لديك في كل مباراة. هذه هي مهمتنا، وبعد ذلك نأمل أن تساندنا الجماهير. نحن أيضا مقتنعون بهذا».
وخسر المنتخب الألماني 1 - 2 أمام اليابان وتعادل 1 - 1 مع المنتخب الإسباني، ثم فاز على كوستاريكا 4 - 2، بعد أن كان متأخرا 1 - 2، لكن هذه النتائج لم تكن كافية لعبور بطل العالم أربع مرات من دور المجموعات.
وقال فليك: «إذا نظرت إلى الأرقام، فنحن من بين أكثر الفرق التي صنعت فرصا للتسجيل. كانت تنقصنا الفاعلية. ودفاعيا كنّا في المتوسط، لأننا لم نكن متماسكين بما يكفي».
وأضاف: «استغل المنافسون هذا بلا رحمة. سجلت اليابان وكوستاريكا هدفين لكل منهما من ثلاث فرص. كانت لديهما الفاعلية التي كانت تنقصنا».
وأردف: «نحن أيضا لم نتمكن من مواصلة اللعب بخطة المباراة الموضوعة طوال الـ 90 دقيقة. ما نحتاجه هو أن نؤدي بنسبة مئة بالمئة من أجل التغيير. هذا مهم جدا للمستقبل».
نجاح العقلية الدفاعية
وقال فليك إن بطولة كأس العالم في قطر أظهرت أن الفِرق التي تلعب بعقلية دفاعية حققت نجاحات كبيرة، مشيرا إلى أن مباراة الدور قبل النهائي بين فرنسا والمغرب شهدت مراحل «حيث لعبوا كرة القدم رائعة في بعض الأوقات، ودافعوا بشغف كبير في نفس الوقت».
وأردف: «كان بإمكانك أن تشعر بالطاقة والشغف معنا في المباراة أمام إسبانيا. في النهاية هذا هو الأساس والشرط الأساسي لخوض بطولة ناجحة».
وقال متطلعا للأمام: «من المهم أن يكون لدينا التناغم في كل مباراة، أمام أي منافس، وأن يكون لدينا الانضباط لتقديم أفضل أداء طوال المباراة».
التفاني الكامل من شأنه أن يعيد اهتمام الجماهير بالمنتخب الألماني، لاسيما أن عددا كبيرا منهم كان لا يبالي بكأس العالم الأخيرة بسبب حقوق الإنسان في قطر.
وأشار فليك أيضا إلى أن الجدل حول شارة «حب واحد» كان من الممكن أن يتم التعامل معه بشكل أفضل. وتساءل فليك: «هل فعلنا كل شيء في ألمانيا لكي يتطلع الناس لبطولة كأس العالم؟».
وأضاف:» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن كرة القدم أصبحت مسيّسة للغاية. على لاعبينا أن يركزوا على كرة القدم، السياسة هي عملي أنا، كان من الممكن أن يكون هذا علامة جيدة، بالنسبة لنا أيضا». وأكد: «الحقيقة هي أن المزاج السائد في ألمانيا كان ضد قطر، وقال الكثيرون: لن نشاهد البطولة. هذا مؤسف. وجدت أنه من الملهم أن أرى جماهير المنتخبات الأخرى التي تدعم فرقها بدون شروط».
وأكد فليك: «هذا ما ينبغي أن نركز عليه، لعب كرة قدم ناجحة بأفضل طريقة ممكنة لألمانيا. هذه هي مهمتنا، وسيكون من الرائع إذا سُمح لنا بفعل هذا. الآخرون مدربون على السياسة».
محبط لرحيل بيرهوف
وأعرب فليك عن إحباطه لرحيل أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني من منصبه قبل أسبوعين، لكن الاتحاد الألماني لكرة القدم وضع ثقته به لاستكمال عقده حتى نهاية بطولة أمم أوروبا 2024 التي تقام في ألمانيا، وهو يثق الآن من أنه سيتوافق مع خليفة بيرهوف. ويجب على فليك (57 عاما) الآن إيجاد فريق به التوازن المناسب بين الشباب بقيادة يوسوفا موكوكو (18 عاما) والخبرة المتمثلة في توماس مولر (32 عاما)، والذي لم يستبعده فليك من حساباته، لأنه لا يعتبر العمر معيارا للاختيار.
وأكد فليك: «من الجيد للفريق أن يوجد به لاعبين شباب. لدينا بعض اللاعبين الشباب الصاعدين الجيدين والموهوبين للغاية. يجب أن ننظر لهذا لأن الأمر متعلق بالمستقبل».
وأردف: «لدينا عام ونصف العام. نريد أن نصطحب واحدا أو اثنين منهم لكي يخطو الخطوة التالية، ولكي يتطورا بطريقة تجعلهم مثيرين للاهتمام بالنسبة لنا، أو يصبحوا أساسيين مع المنتخب. هذه هي مهمتنا كجهاز فني».