مدارس سورية تفتح أبوابها والمسيحيون يتوجهون للكنائس

بعد أسبوع من الإطاحة بالأسد

نشر في 15-12-2024 | 18:33
آخر تحديث 16-12-2024 | 19:22
معلم يرفع علم الثورة السورية على نافذة مدرسة في الصباح الباكر بعد عودة الدراسة
معلم يرفع علم الثورة السورية على نافذة مدرسة في الصباح الباكر بعد عودة الدراسة

حضر المسيحيون في سورية اليوم قداديس الأحد للمرة الأولى منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي في اختبار مبكر لتأكيدات حكام البلاد الجدد على حماية حقوق الأقليات.

ومع وصول «هيئة تحرير الشام» الإسلامية إلى السلطة الأسبوع الماضي سعت إلى طمأنة الأقليات في سورية.

وامتلأت شوارع حي باب توما الذي يُشكّل المسيحيون معظم سكانه في دمشق بالمصلين العائدين من الكنيسة صباح اليوم، لكن بعضهم لا يزال قلقاً.

قالت مها برسة، وهي من سكان الحي، بعد حضور القداس في كاتدرائية «مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك» «نحنا عندنا مخاوف وعندنا قلق».

وتعيش في سورية تاريخياً أقليات عرقية ودينية بما في ذلك المسيحيون والأرمن والأكراد والمسلمون الشيعة، والتي كانت تخشى مثلها مثل المسلمين السنة طوال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً في بلادهم من أن أي حكم إسلامي متشدد في المستقبل من شأنه أن يفرض قيوداً على أسلوب حياتهم المعتاد.

وفي مدينة اللاذقية الساحلية، التي كانت معقلاً للأسد لفترة طويلة، قالت لينا أخرس سكرتيرة مجلس الرعية في «كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس» اليوم الأحد، «نحن قبل سقوط النظام كنا ما عندنا مشكلة أبداً».

وقالت لرويترز «بموجب التطمينات اللي عم يعطونا إياها انشالله بنرجع بنمارس مثل اللي كنا عايشينه وما بيتغير علينا شي... لإن كلياتنا سوريين، ديني إلي، دينك إلك، بس وطننا لكلياتنا».

وتنتمي عائلة الأسد إلى الطائفة العلوية.

وبرزت حماية الأقليات في سورية ضمن مصادر القلق الرئيسية، أمس السبت، عندما التقى دبلوماسيون كبار من دول عربية وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الأردن.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تدعم حكومة لا تقصي أحداً تحترم حقوق الأقليات وتُمثلها ولا توفّر «قاعدة للجماعات الإرهابية».

إعادة فتح المدارس

عاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية في سورية، اليوم الأحد، أيضاً بعد أن أمرت الإدارة الجديدة للبلاد بفتح أبواب المدارس في إشارة قوية أخرى على بدء عودة الحياة إلى طبيعتها.



ويواجه القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سورية أحمد الشرع تحدياً هائلاً لإعادة بناء سورية التي عاشت حرباً أهلية راح ضحيتها مئات الآلاف.

وأسفرت الحرب عن تسوية مدن بالأرض وتضرر الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية ولا يزال ملايين اللاجئين يعيشون في مخيمات خارج سورية.

وقال مسؤولون إن معظم المدارس ستفتح أبوابها في شتى أنحاء البلاد، اليوم الأحد، وهو اليوم الأول من أسبوع العمل، غير أن بعض الآباء لم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس بسبب غموض الوضع.

ووقف طلبة مبتهجون في باحة مدرسة ثانوية للبنين في دمشق صباح اليوم وصفقوا بينما كان أمين المدرسة رائد ناصر يُعلّق علم السلطات الجديدة.

وقال ناصر «كل الأمور جيدة، التجهيزات على أكمل وجه، لأن إحنا داومنا بالفترة الماضية يومين ثلاثة علشان نجهز المدرسة بكافة التجهيزات اللازمة لعودة الطلاب الآمنة للمدرسة... مدرسة جودت الهاشمي ما صار فيها شيء، أي خدش، ما حدا قرّب».

وفي أحد الفصول الدراسية، لصق أحد الطلبة العلم الجديد على الحائط.

وقال الطالب صلاح الدين دياب «متفائل ومسرور كل السرور، يعني أنا كنت بمشي بالشارع خائف انسحب عسكرية «الاستدعاء للتجنيد»، يعني بمشي على الحاجز مقبوض قلبي».

رفع العقوبات؟

بينما تشرع سورية في محاولة إعادة البناء لا يزال جيرانها وقوى أجنبية أخرى يشكلون مواقفهم الجديدة إزاء هذا البلد بعد أسبوع من انهيار نظام الأسد المدعوم من إيران وروسيا.

ويقود الشرع، الذي يشتهر باسم أبو محمد الجولاني، هيئة تحرير الشام، الجماعة الإسلامية التي قادت فصائل معارضة مسلحة أطاحت بالأسد الأسبوع الماضي، وولدت الجماعة من رحم فرع سابق لتنظيم القاعدة وتصنفها حكومات عديدة منظمة إرهابية كما تخضع لعقوبات الأمم المتحدة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية جير بيدرسن اليوم الأحد إنه يأمل في رفع العقوبات سريعاً للمساعدة في تيسير التعافي الاقتصادي.

وأضاف لدى وصوله إلى دمشق للقاء الحكومة السورية المؤقتة ومسؤولين آخرين «نأمل أن نرى نهاية سريعة للعقوبات حتى نشهد التفافاً حقيقياً حول بناء سورية».



back to top