تقدم الاتحاد الكويتي لكرة القدم مساء أمس الأول بطلب تنظيم بطولة كأس آسيا 2031، حسبما نشرت «الجريدة» على صفحاتها الإلكترونية، وحتى يكون الخبر أكثر دقة فما تم لا يعد طلباً رسمياً للتنظيم بل هو إعلان رغبة رداً على الكتاب الذي يوجهه الاتحاد الآسيوي لكل الاتحادات الوطنية الأعضاء المنضوية تحت لوائه، للتعرف على رغبة أي منها في التنظيم قبل فتح باب تقديم الملفات الرسمية للحصول على حق الاستضافة، ورغم ذلك فلا بأس من مناقشة قدرة الكويت من عدمها على تنظيم بطولة بحجم كأس آسيا، قياساً على ما تملكه وما تفتقده أو تحتاجه كي تكون مؤهلة للتقدم الرسمي بملف التنظيم.
وبداية لا بد أن نؤكد أن استضافة البطولات الرياضية الكبرى، مثل بطولة كأس آسيا لكرة القدم، تعد مسؤولية كبيرة تتطلب بنية تحتية متطورة، فرغم امتلاك الكويت تاريخاً رياضياً عريقاً، فإن الحديث عن استضافتها لمثل هذه الفعالية يواجه العديد من التحديات التي تعكس الواقع الحالي، لعل من أبرزها:
1. نقص البنية التحتية الرياضية، والتي تعاني من قصور واضح، حيث إن عدد الاستادات أو الملاعب المتوافقة مع المعايير الدولية محدود جداً، بالإضافة إلى أن الموجود منها بحاجة إلى تحديثات جذرية لتتوافق مع متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من حيث السعة، وجودة الأرضية، والتجهيزات التقنية.
2. وسائل النقل العامة ورداءتها وغياب نظام نقل عام متطور، مثل المترو، تعد من أبرز العوائق التي تواجه تنظيم أي بطولة كبرى في الكويت، إلى جانب الازدحام الشديد في الشوارع، كما أن الحافلات ذات الكفاءة العالية غير كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الجماهير المتوقعة في حال استضافة البطولة.
3. قلة عدد الفنادق والخدمات السياحية، فالكويت تعاني من نقص واضح في عدد الفنادق القادرة على استيعاب الزوار، خاصة في ظل توافد جماهير من دول مختلفة لمتابعة البطولة، كما أن الخدمات السياحية بشكل عام تفتقر إلى التنوع والجودة المطلوبة لجذب واستضافة الجماهير بطريقة تليق بمستوى بطولة قارية.
ويجب أن نشدد هنا على أن عدم القدرة على استيفاء متطلبات تنظيم البطولات الكبرى لا ينعكس فقط على الجانب الرياضي، بل يؤثر أيضاً على صورة الكويت كوجهة قادرة على استضافة أي فعاليات دولية أخرى، فالدول التي تنجح في تنظيم مثل هذه البطولات تستفيد من تعزيز مكانتها العالمية في مجالات الرياضة والسياحة والاقتصاد، وهو ما قد تخسره الكويت بسبب التحديات الحالية، ويؤثر بشكل سلبي على سمعتها الدولية.
وحتى يكون الأمر ممكناً ولو على المنظور البعيد فلا بد من وضع الحلول الممكنة لجعل الكويت قادرة على استضافة بطولة بحجم كأس آسيا وعلى رأسها:
1. تطوير البنية التحتية الرياضية عبر الاستثمار في إنشاء ملاعب جديدة وتحديث القائم منها بما يتماشى مع المعايير الدولية.
2. تحسين وسائل النقل العامة ببناء شبكات مترو حديثة وتعزيز خدمات الحافلات الرديئة والمتخلفة.
3. التشجيع على زيادة عدد الفنادق وتطوير الخدمات السياحية لتحسين تجربة الزوار.
بنلتي
بينما تمتلك الكويت إمكانيات اقتصادية غير مستغلة، ورغبة في تعزيز مكانتها الإقليمية، فإن الواقع الحالي يشير إلى أنها ليست مؤهلة بعد لتنظيم بطولة بحجم كأس آسيا لكرة القدم، لأن تحسين البنية التحتية والخدمات يتطلب رؤية واضحة واستثمارات ضخمة على المستويين الرسمي والشعبي لتحقيق الهدف، ولا أظن أن من هم في سدة المسؤولية يرغبون أو يستوعبون أهمية أن من شأن ذلك ما يمكن أن يجعل الكويت مستعدة لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل.