وصف حالنا يصدق عليه المثل «بغيتها طرب صارت نشب» أكيد هو نشب، فكنا نبني قصوراً كبيرة وأحلاماً عريضة عن التنمية والاستثمارات التي كنّا نأملها في سباق شريف مع دول الخليج، مثل السعودية والإمارات وقطر وبقية الدول في دنيا الانفتاح الاستثماري والتجاري وعوالم البهجة بتقليل إدماننا على النفط كمصدر وحيد للدخل، شوفوا وين صرنا.
تغريدة الزميل محمد البغلي في الصميم، فقد كنّا نتوقع حين نفتح جريدة الكويت اليوم أن نقرأ عن مشاريع الاستثمار وتنويع الدخل وغيرهما، فلا نجد غير أسماء المسحوبة جنسياتهم (وجنسياتهن) والمشاريع الكبرى القادمة في انتصارات سحب وفقد الجنسية... خوش كويت 2035، هكذا تكون أولويات الدولة ولّا بلاش.
أيضا نشرت هذه الجريدة، التي يبدو أنها الوحيدة في الساحة، تقريرين اقتصاديين لمحمد البغلي ومحمد الإتربي عن التداعيات المحتملة لسحب الجناسي و«التباطؤ النسبي المتوقع في التسهيلات الاستهلاكية... وكلاماً طويلاً وعريضاً يدق أجراس الخطر»، لكن مَن ينصت؟! بالأمس اتهم أعضاء مجلس الأمة بإعاقة أحلام التطور والتغيير... يمكن ظلمناهم، فنحن نرى اليوم سباقنا الرهيب في اكتشاف المجرات والنجوم في كون بلا أبعاد.
هناك مجرة درب التبانة، ومكانها الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية، فحتى تصل لها وتعطى لك ورقة تخبرك «تمام... ستكون الآن غير كويتي ولا كويتية» إذا استوفيت 14 إجراء عليك أن تنهيها في دوائر الدولة، وحتى تنهي هذا لا تستطيع أن تسحب أموالك من البنوك، ولا أن تُجري أي معاملة في دهاليز الدولة... أنت رقم صفري. خيراً فعل الشيخ فهد اليوسف بوقف مشاوير العذاب... لكن ماذا بعد ذلك؟
كيف ستُخرجون البشر من هذه الورطة، ما العمل مع أموال جمعتها ووضعتها في البنوك تحسباً لغوائل الأيام، فتجد أنها لم تعد ملكك وإنما مرهونة لأوامر البنك المركزي؟
ما هذا... وتريدون من الغير (الأجنبي) الاستثمار عندنا؟! شدي الغطاء يا صفية... ناموا الله يخليكم.