حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع مجلس وزارة الدفاع الروسية، عقد أمس، من احتمال أن تندلع حروب في مناطق أخرى من العالم، مردداً السردية الروسية عن تمسك «الغرب الجماعي» بمحاولات «الحفاظ على هيمنته العالمية».
وفي اجتماع لمسؤولي الدفاع في روسيا، قال بوتين، إن «سفك الدماء لا يتوقف في الشرق الأوسط، وهناك احتمال كبير للصراع في عدد من المناطق الأخرى من العالم»، ولفت إلى أن «الوضع العسكري السياسي في العالم لا يزال صعباً وغير مستقر».
وكانت هذه أول إشارة الى الشرق الأوسط من بوتين، بعد أن تلقت بلاده ضربة قوية بسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وسط احتمالات بأن تخسر موسكو قاعدتها البحرية الوحيدة على «المتوسط»، التي تعتبر مركزاً أساسياً لأنشطتها خصوصاً في إفريقيا.
واتهم بوتين الغرب بدفع بلاده نحو «خطوط حمراء»، مما يجعلها مضطرة للرد، وصور دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) الحليفة لأوكرانيا أنها بمنزلة تهديد لروسيا. وصرح بأن «بلدان الناتو تزيد إنفاقها العسكري. وقد دُرّبت مجموعات تدخّل من الحلف وحُشدت بالقرب من الحدود مع روسيا».
وأشار إلى أن موسكو تراقب بقلق تطوير الولايات المتحدة ونشرها المحتمل لصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مضيفاً أن روسيا سترفع جميع القيود التي فرضتها طوعاً على نشرها للصواريخ إذا مضت الولايات المتحدة قدماً ونشرت هذه الصواريخ.
وأضاف: «روسيا سترد بطريقة شاملة على المخاطر المرتبطة بالنشر المحتمل للصواريخ الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، مؤكداً أن الإنتاج التسلسلي لأنظمة «أوريشنيك» سيتم تأمينه في المستقبل القريب.
وشدد على أن تجهيز الجيش والبحرية الروسية، بنماذج الأسلحة الحديثة، يتم بوتيرة متسارعة، في وقت تتزايد التحذيرات بأن اقتصاد الحرب الذي تعتمده روسيا لن يكون قادراً على الاستمرار طويلاً في ظل العقوبات الاقتصادية والمالية الغربية، وأكد أن «القوات الروسية تتحكم في المجريات على طول خط المواجهة» في أوكرانيا، معلنا «تحرير 189 بلدة» خلال عام 2024.
وأوضح وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف، الذي تناول الكلمة بعد بوتين، أن روسيا استولت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، وهي تتقدم حالياً بوتيرة «30 كيلومتراً مربعاً في اليوم».
ولم يأت الوزير على ذكر الخسائر الروسية، وهي مسألة حساسة تبقى طي الكتمان، لكنه كشف عن إحصاء 560 ألف جندي قتلوا أو جرحوا في 2024 ومليون منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير 2022. وهي أرقام يتعذر التأكد من صحّتها.
واعتبر بيلوسوف أنه ينبغي للجيش الروسي الاستعداد «لكل السيناريوهات المحتملة لتطور الوضع، بما في ذلك احتمال اندلاع نزاع مسلح مع الناتو بأوروبا في العقود المقبلة».
وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان أمس، إن الاتحاد الأوروبي تبنى الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، تشمل إجراءات أكثر صرامة ضد كيانات صينية والمزيد من السفن من «أسطول الظل» الروسي.
وتضيف حزمة العقوبات الجديدة 52 سفينة من «أسطول الظل»، وهو تعبير يطلق على السفن التي تحاول الالتفاف على العقوبات الغربية لنقل النفط والأسلحة والحبوب ليرتفع بذلك عددها الإجمالي إلى 79.
وبدأ الاتحاد الأوروبي إدراج هذه السفن في وقت سابق هذا العام، بعد زيادة عدد السفن التي تنقل البضائع والتي لا تخضع للتنظيم أو التأمين من قبل مقدمي الخدمات الغربيين التقليديين، وتضمنت القائمة سفناً سلمت ذخيرة من كوريا الشمالية إلى روسيا، وتضيف العقوبات الجديدة 84 فرداً وكياناً جديداً، من بينهم سبعة أفراد وكيانات صينية.
إضافة إلى ذلك، تضم القائمة كبار المديرين في قطاع الطاقة الروسي، ومسؤولين كبيرين من كوريا الشمالية، فضلاً عن 20 شركة وكياناً روسياً في الهند وإيران وصربيا والإمارات.
إلى ذلك، حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن الدعم «المباشر» الذي تقدمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكل «توسعاً خطراً» للنزاع.
وأشار البيان، الموقع من وزراء خارجية أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى «القلق العميق» من «أي دعم سياسي أو عسكري أو اقتصادي قد تقدمه روسيا إلى برنامج التسلح غير القانوني لكوريا الشمالية، بما في ذلك أسلحة دمار شامل».
وأعلنت أوكرانيا أمس سقوط 30 جندياً على الأقل ما بين قتيل وجريح من وحدات كورية شمالية تدعم القوات الروسية حول عدة قرى على الجبهة في منطقة كورسك الروسية مطلع الأسبوع.