الضرب في الميت حرام، لكن يبقى هناك بعض الأمل أن تعيد الإدارة السياسية موقفها في بلوة سحب الجناسي من زوجات الكويتيين ومطلقاتهم وأراملهم. هل هناك مَن يشعر بآلام مئات وربما غداً آلاف الأسر التي ستُدمَّر حياتهم بسبب قرارات السحب العشوائية... أكرر عشوائية؟... ولا تقولوا يا أهلنا في السلطة إنها حسب القانون، فلسنا من أهل دولة حكم القانون ولا يحزنون، القانون في دولنا العروبية يتغير وتتبدل نصوصه وتفسيره حسب الهوى والمزاج السياسي، من هنا يكون الفرق بين دولة المؤسسات الراسخة وغيرها في دول الأخ يكبر يراقبك.

أين يذهب أولاد وبنات وأحفاد مَن سُحبت جناسيهن؟ أرباب العنصرية المتعالون يبتهجون مهللين لحفلات سحب الجناسي، وتقرأ تغريداتهم البائسة وهم إما متشمتون أو يبشروننا بالمال الوفير الذي سيعود على أصحاب الحظ السعيد من حمَلة الجنسية، ثروة صدفة النفط التي كانت توزع على الكثير ستوزع بعدها على القلة، وكأنهم ورثة ثري قلّ أعداد وارثيه، لا ثقافة ولا وعي إنسانيين، عالمهم محشور في عبارة «احنا وبس».

Ad

هل هناك نرجسية عفنة أكثر من هذه التي تتبختر علينا في عدد من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؟ هؤلاء أصحاب الجنسية السامية ليست لديهم رؤية، وغابت عنهم أبسط قوانين الحصافة، ولا يعرفون حكمة «أُكلت يوم أُكل الثور الأسود»، بمثل هؤلاء تُدمَّر الأوطان، وبمثل هؤلاء يزدهر الاستبداد.

أمس، كتبت عن المخاطر الاقتصادية لسحب الجناسي لأسر الكويتيين، آسف على ما كتبت، فلا معنى للحديث عن الجدوى واللا جدوى المالية في سحب الجناسي، هي كرامة البشر ومدى احترامنا للهوية الإنسانية التي نتشارك بها، ولا شيء بعد ذلك.