قبيل مفاوضات سلام مرتقبة بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة الشهر المقبل، اغتالت كييف الجنرال الروسي إيغور كيريلوف، الذي تتهمه باستخدام أسلحة كيماوية ضدّ قواتها، في عملية هي الأكبر منذ اندلاع الصراع.
في حدث نادر هزّ العاصمة الروسية موسكو التي تُفرض فيها إجراءات أمنية مشددة، أعلن جهاز المخابرات الأوكراني مسؤوليته عن اغتيال كيريلوف، قائد قوات الدفاع الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية.
وقال مصدر من الجهاز إن «الأمن الأوكراني قتل اللفتنانت جنرال الروسي كيريلوف في عملية خاصة بموسكو»، مضيفا أن كييف تعتبر كيريلوف مجرم حرب و»هدفا مشروعا تماما»، واتهمته بإصدار الأوامر باستخدام أسلحة كيماوية محظورة ضد قواتها في الحرب.
وأشار إلى أن جهاز الأمن الأوكراني سجل أكثر من 4800 حالة استخدم فيها الجيش الروسي «ذخائر كيماوية» منذ فبراير 2022، في اتهامات رفضتها موسكو ووصفتها بأنها «سخيفة».
من جهتها، ذكرت لجنة التحقيق الروسية، التي تحقق في الجرائم الجسيمة أن «عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني انفجرت في شارع ريازانسكي في موسكو»، مضيفة في بيان أن الحادث أسفر عن مقتل كيريلوف ومساعده.
ويُعدّ كيريلوف الذي يشغل منصبه منذ أبريل 2017 ويخضع لعقوبات من بريطانيا بسبب الاشتباه في استخدامه أسلحة كيماوية بأوكرانيا، أكبر مسؤول في الجيش الروسي يستهدف على الأراضي الروسية منذ شن الكرملين هجومه في أوكرانيا في فبراير 2022.
وبينما توّعد نائب رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشيف، بـ«معاقبة القتلة بدون شفقة»، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن «محاولات تخويف شعبنا ووقف تقدم الجيش الروسي وزرع الخوف محكوم عليها بالفشل»، في حين أشاد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، من جانبه، بمسيرة كيريلوف، قائلا إنه كان «جنديا محترفا ووطنيا».
في السياق ذاته، أعربت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن أسفها لفقدان «جنرال شجاع لم يختبئ أبدًا خلف ظهور الآخرين، ويقاتل من أجل الوطن ومن أجل الحقيقة». ووصفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية العملية بأنها «جريمة غير مسبوقة في موسكو»، مشيرة إلى أن كيريلوف «لا يعتبر أهم قائد عسكري مشارك في العملية الروسية الخاصة» في أوكرانيا «لكنه هو الذي تحدث خلال إحاطاته الإعلامية عن مختبرات الأسلحة البيولوجية الأميركية في أوكرانيا»، التي اتهمت موسكو واشنطن بإنشائها.
ويأتي هذا الاغتيال بعد يوم من ترحيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوتيرة تقدم قواته وامتلاكها «المبادرة» عبر الجبهة بأكملها.
في موازاة ذلك، أعلن الجيش الروسي أمس السيطرة على بلدة جديدة في شرق أوكرانيا، فيما وعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالتحدث مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلودومير زيلينسكي لوقف هذه «المذبحة»، مؤكداً إحراز «بعض التقدم» على هذا الصعيد.
لكن ترامب انتقد كذلك خلال أول مؤتمر صحافي كرئيس منتخب عقده في مقر إقامته في مارالاغو بفلوريدا، مساء أمس الأول، قرار إدارة الرئيس جو بايدن بالسماح لكييف بقصف عمق الأراضي الروسية بصواريخ أميركية، واصفا القرار بأنه «غبي».
وتجنب ترامب الإجابة عندما سئل عما إذا كان يعتقد أن أوكرانيا يجب أن تتنازل عن أراض لروسيا كجزء من تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب.