الأغلبية الصامتة: مفتاح الحل
لم تعد مستويات المنافسة في منطقة الخليج على تنظيم الأنشطة والفعاليات تكتفي بالعادي أو المقبول، لأن الأمور تتطور لتدخل السباق العالمي، وتلك الروح لم تأت من فراغ، بل من قيادات مؤمنة بأن البقاء محلك سر في عالم يتحرك بطريقة غير مسبوقة من ناحية السرعة أو المعطيات الجديدة، ستكون نهايته العجز التام عن الاندماج في العالم الجديد الذي يتشكل برافعة الذكاء الاصطناعي والثورات التكنولوجية المتلاحقة.
لست بصدد النقد لأحوال الماضي أو التنديد بسياساته التي أوصلتنا لهذه المرحلة، لأن الوقت استنفد ولا نزال كدولة نمتلك بعض الفرص لإطلاق نهضة جديدة وهذا هو الأهم، ولعل أفضل ما يمكن البدء به هو الإمكانات البشرية والبنى التحتية الجاهزة، بل لا أبالغ حينما أقول الكثير من الطاقات تفجرت عندما وجدت الفرصة وغالباً في أماكن بعيدة عن الروتين والقوانين المقيدة.
أعود لأقول بأن المنافسة في منطقة الخليج أصبحت عالمية، وكأس العالم الذي نظمته دولة قطر صار من الماضي والمستقبل يحمل لنا صورة تنظيم ذلك الحدث العالمي في المملكة العربية السعودية، وتلك الأنشطة فقط على المستوى الرياضي، أما لو أردنا استعراض الفعاليات الاقتصادية والثقافية والفنية والإعلامية... إلخ، فلن تكفينا هذه المساحة، وأكتفي بـ «إكسبو دبي» عام 2021م.
وأختم بالقول إن مفتاح الحل يبدأ بالاعتماد على العقول والتحرر من القيود التي تمنعنا من الصرف الكافي والانفتاح على الشركات العالمية لتنفيذ كل ما نحتاجه من المشاريع الكبرى وفق شروط تعاقدية تحقق الهدف المنشود، وتسهم في تدريب الكوادر الوطنية، لقد تركنا البيروقراطية تغرقنا في بدهيات أخجلتنا أمام العالم آخرها تنظيم مباراة كرة، فإما ننهض سريعا أو سيكون حالنا مثل العنيد الذي يرفض استعمال تطبيق سهل لأنه لا يريد استخدام الهاتف الذكي.