واصلت «بتكوين» زخمها الإيجابي خلال تعاملات اليوم، بعدما لامست مستوى قياسياً جديداً يوم أمس الأول مع تفاؤل المستثمرين باحتمالات خفض «الفدرالي» أسعار الفائدة هذا الأسبوع، وتمتع قطاع العملات المشفرة ببيئة تنظيمية داعمة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.

وارتفعت «بتكوين» بنسبة 0.52 في المئة إلى 106.714.33 دولاراً، بعدما لامست 107.229.38 دولاراً خلال تعاملات أمس، لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا.

Ad

وفي حين تراجعت الإيثريوم بنسبة 0.86% إلى 4.020.66 دولاراً، ارتفعت الريبل بنسبة 1% إلى 2.52 دولار، بينما تراجعت دوغ كوين بنسبة 1% إلى 40.02 سنت.

ويواصل قطاع الأصول المشفرة تلقي الدعم من تفاؤل المستثمرين بمستقبل البيئة التنظيمية بالسوق خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بعد تحوّل موقفه تجاه العملات المشفرة أثناء حملته الانتخابية الأخيرة، إضافة إلى التوقعات واسعة النطاق بخفض الاحتياطي الفدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الذي انطلق اليوم وينتهي غدا.

وعلاوة على ذلك، أعلن مايكل سايلور، مؤسس «مايكروستراتيجي»، أن الشركة المتخصصة بالمجال التكنولوجي زادت حيازتها من «بتكوين» بمقدار 15.350 وحدة إلى 439.000 وحدة، بقيمة إجمالية تعادل 46 مليار دولار، وفق ما نقلت شبكة «سي إن بي سي».

وتُعد «مايكروستراتيجي» من أكبر الشركات الحائزة للبتكوين، ويتم تداول سهمها باعتباره محاكيًا لحركة العملة المشفرة. كما أعلنت الشركة المشغلة لبورصة «ناسداك» عزمها إدراجه في مؤشر «ناسداك 100»، الذي يضم كبرى الشركات غير المالية، وذلك قبل نهاية الشهر الجاري.

وبالرغم من الارتفاع الكبير للبتكوين عند مستوى قياسي جديد وتجاوزها 100,000 دولار، لا يزال هناك بعض المستثمرين الكبار في وول ستريت غير مقتنعين بقيمتها، ويرون أنها محفوفة بالمخاطر ومهددة بالتراجع الكبير في أي وقت.

وتعززت قيمة «بتكوين» خلال الفترة التي أعقبت فوز ترامب بالانتخابات، لترتفع بشكل حاد وتسجل مستويات قياسية، ما دفع القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة نحو 4 تريليونات دولار.

ويتفاءل المستثمرون بمستقبل جيد للعملات المشفرة تحت إدارة الرئيس الجمهوري المنتخب، إذ تعهد خلال حملته الانتخابية بتخفيف القيود التي تفرضها المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، على «بتكوين». وتعهد ترامب كذلك بتكوين احتياطي استراتيجي للولايات المتحدة من «بتكوين» للاستفادة من الارتفاع الكبير الذي يشهده الأصل الرقمي، والتوقعات المتفائلة باستمرار زخم الطلب عليه.

ودفع ذلك العديد من الشركات للاحتفاظ بـ «بتكوين» ضمن استراتيجيتها الاستثمارية، وعلى رأسها «مايكروستراتيجي»، التي سرعت عمليات الاستحواذ على الأصل الرقمي لتصل إلى 45 مليار دولار، عقب عملية شراء أخيرة لأكثر من 15,000 بتكوين على مدار الأسبوع المنتهي في الخامس عشر من ديسمبر.

ورغم ذلك، لا يزال هناك عدد من المستثمرين الكبار في وول ستريت غير مقتنعين بـ «بتكوين» ويرون أنها مجرد «فقاعة»، في حين عدل آخرون عن رؤيتهم في الماضي وأصبحوا من كبار المؤيدين لها.

جيمي ديمون

ولم يكن الرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورجان» من محبي «بتكوين»، حيث وصف الأصل الرقمي في عام 2017 بأنه «احتيال»، قائلًا إنه سيطرد أي موظف يُكتشف أنه يتداول «بتكوين» لصالح البنك.

لاري فينك

على عكس ديمون، غير الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك» وجهة نظره تجاه «بتكوين»، حيث كان يرى في عام 2017 أنها «مؤشر لغسل الأموال».

الآن تدير شركته أكبر صندوق متداول للبتكوين في العالم، وقال مؤخرًا إن «بتكوين» هي أصل مشروع ينتج عوائد غير مرتبطة بالأصول التقليدية، وهي تحوط ضد انخفاض قيمة العملة وعدم الاستقرار السياسي.

كين جريفين

يرى رئيس صندوق التحوط «سيتاديل» أن «بتكوين» تشبه فقاعة زهرة «التوليب»، التي انفجرت في القرن السابع عشر بعدما تضاعف سعرها عدة مرات.

وقال خلال حدث في شيكاغو عندما ارتفعت «بتكوين» بشكل حاد في عام 2021: «أتمنى أن يكون كل هذا الزخم لجعل الولايات المتحدة أقوى»، مضيفًا أن ذلك يعتبر دعوى لعدم الإيمان بمستقبل الدولار.

وارن بافت

يعتبر بافت من أقدم المستثمرين الأميركيين انتقادًا للعملة المشفرة، حيث وجه إليها انتقادات لاذعة خلال الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير عام 2018، عندما وصف «بتكوين» بأنها «سم الفئران».

راي داليو

رفض مؤسس شركة «بريدج ووتر أسوشيتس» «بتكوين» في عام 2017 واعتبرها من قبيل المضاربة، ولكنه أصبح أقل عدوانية تجاه الأصول المشفرة فيما بعد.

وأعرب عن إعجابه بـ «بتكوين» عام 2021، قائلًا: «إنها أصل رائع، وأصل بديل يشبه الذهب»، ولكنه حذر من التضييق الحكومي على العملة المشفرة.