في المرمى: أهلاً هلا

نشر في 19-12-2024
آخر تحديث 18-12-2024 | 19:39
 عبدالكريم الشمالي

ها هي تعود من جديد لتجمعنا، ها هي تعود لتلهمنا لتلهبنا وتحرك كل الحماس الذي بداخلنا، إنها الغالية على قلوبنا، والتي سكنت فينا منذ أن ولدت في المنامة قبل 54 عاماً لتنتقل بعد ذلك من مدينة إلى مدينة، ومن شقيق إلى آخر، كل منهم يرعاها في منزله، ويحرص على أن تخرج لبقية أشقائه وأبنائهم بأبهى صورة وحلة، كما يحاول في الوقت ذاته كل منهم أن يظفر بها لنفسه، فهي العروس التي لا يشابهها أحد ولا ينافسها أحد، وها هي اليوم تعود إلى البيت الذي تألفه وتعرفه جيداً، إنه المنزل الذي استضافها 4 مرات من قبل، وتمكن فارسه الأزرق من نيلها 10 مرات.

إنها كأس الخليج العربي، التي تعود إلى أحضان الكويت في نسخة جديدة هي الخامسة لها على أرضها، لتمنح أهلها فرصة جديدة للتعبير عن فرحهم باستضافة ولقاء الأشقاء، وبفتح قلوبهم وأذرعهم قبل بيوتهم لإخوانهم من كل الدول المشاركة في بطولة هي الأغلى والأسمى، والتي كانت وما زالت وستبقى أيقونة البطولات المجمعة الإقليمية على مستوى العالم كله، وأكاد أجزم أنه ليست هناك بطولة إقليمية أو مناطقية استطاعت أن تستمر بهذا العمر ولهذه الفترة الطويلة من الزمن، وأن يكون لها كل هذا التأثير الرياضي والاجتماعي بل وحتى السياسي دون أن تنقطع أو تتوقف، بل واكبت التطور بشكلها وطريقة تنظيمها لتبقى حية مثيرة للإعجاب.

ورغم كل الانتقادات التي طالت هذه البطولة، التي ستنطلق بعد غد بنسختها السادسة والعشرين، منذ سنوات، والادعاءات بأنها فقدت إثارتها أو قيمتها، ورغم كل العراقيل التي واجهتها في الكثير من الأحيان، فإن بطولة «خليجي» كما أصبح مسماها الحديث، وتحديداً منذ النسخة العاشرة، التي استضافتها الكويت عام 1990، مازالت تحافظ على إرثها وقيمتها بالنسبة لأبناء المنطقة من لاعبين وجماهير وحتى مسؤولين، فلا أحد منهم يستطيع أن ينكر أنها كانت سبباً رئيسياً لوضع حجر الأساس للبنى التحتية الرياضية الحديثة في الكثير من الدول المشاركة، كما أن المنافسة المحتدمة فيها شكلت حافزاً لكل المنتخبات الخليجية لإثبات التفوق، فكانت العامل الأكبر والأهم في رفع المستوى الفني والعمل والحرص على التطور المستمر لمواكبة الآخرين، بل وامتد تأثير ذلك التنافس حتى على المستوى الإعلامي بكل فئاته وأنواعه، مقروءاً ومرئياً ومسموعاً، قبل أن يدخل الإعلام الإلكتروني على الطريق، فضلاً عن المنافسة على مستوى تشكيل الروابط الجماهيرية وإبداعاتها كذلك، ويا له من تأثير في جميع المناحي لهذه العزيزة على القلوب.

بنلتي

«أهلاً هلا يا محمل وبحار... أهلاً هلا يا حرٍّ وصقّار... أنتوا أهلنا وأنتوا هل الدار» لا توجد كلمات أكثر تعبيراً عن مدى سعادتنا باستضافة الأخوة والأشقاء من دول الخليج واليمن أكثر من هذا المقطع الذي ورد في أوبريت افتتاح «خليجي 10» في الكويت، فأهلاً وسهلاً وألف مليون مرحباً بكم أهلنا وأشقائنا في الخليج واليمن اليوم في الكويت وطنكم الأول «وإن ما شالتكم الأرض تشيلكم عيوننا وسامحونا على القصور مقدماً».

back to top