تكدروا الجماعة... عسى كدرهم يدوم
«انغثوا» أذناب النازية المتخلفة عندنا بعد مقالات وتغريدات إنسانية حول مأساة سحب الجناسي للنساء الأمهات والمطلقات والأرامل التي اكتسبنها وفق المادة الثامنة من قانون الجنسية، عساهم بهذه الحالة من الغثة وأكثر، فما يغثهم ويكدرهم يفرحنا أكثر.
هؤلاء الدعاة المجوفون فكراً وثقافة وروحاً إنسانية، يدّعون حرصهم على تطبيق القانون، وكأنهم يتكلمون عن النرويج وغيرها من دول المؤسسات العريقة، وأخذ بعضهم يتحذلقون ويحاولون أن يمسكوا العصا من النصف مؤخراً، ويزجوا بآيات قرآنية وأحاديث كريمة لا علاقة لها بقضية اللحظة، وأخذوا ينظرون إلى الدولة للتخفيف من آثار سحب الجنسية لتلك الفئة، مع تمسكهم كمشايخ الفقه والحصافة بالتفسير الصحيح للقانون كأصل عام، وآخرون أخذوا يرقعون بأن ما نطرحه في هذه الجريدة تحديداً «وقد كدرتهم» اعتداء على الهوية الوطنية.
كأن الهوية الوطنية نزلت عليهم من السماء، وتم تفصيلها كجلباب خاص يناسبهم فقط، فهم الكويتيون وبس، وهم الامتداد الطبيعي لأبناء السور وبس، وهم من يجب أن تتبنى السلطة رؤيتهم لما فيه مصلحة الدولة وبس، أما نحن وغيرنا الذين لا نشاركهم في العرق الآري الكويتي فلسنا سوى طراثيث، ودخلاء على الهوية الكويتية في النهاية، وإذا كسب الكثير أو القليل الجنسية فهذا خطأ، فكل المسألة تمت في غفلة من الزمان وتلاعب بعض أصحاب النفوذ!
الآن، تفجرت الصحوة الحقة، ولا بد من التصحيح! كيف يمكن هذا بعد أن استقر خلق الله في أوضاعهم واطمأنت نفوسهم، يأتي مَن كان سبباً في كسب الجنسية بالأمس، ليقول لهم اليوم، آسف كنت على خطأ، ولا بد من إعادة الأمور لنصابها، بعد مرور عقود من الزمان، تكونت خلالها أسر وعلاقات عائلية وارتباطات... ليس هذا مهماً عند فقهاء الترقيع والتسويغ... المهم تنظيف ملف الهوية الوطنية...! يا ليتكم تنظفون أرواحكم من فيروسات العنصرية والتعالي، وعساكم بهذه الحال من التكدر والغث وأكثر.