ذكرت الصحف، أمس، أن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي سيصل إلى البلاد السبت المقبل، وسيزور أيضاً بعض البلاد الإسلامية، ولعل هذه الزيارة فرصة لنتذكر تصريحات مودي عن المسلمين والإسلام في لقاء متلفز ومنشور عن حرمان المسلمين الهنود من الجنسية، حيث قال: «أينما يوجد عدد كبير من المسلمين تكن هناك مشاكل بسبب عقيدتهم التي تنص على ذلك، وإذا وصل تعداد المسلمين في أي بلد إلى 30 في المئة يكون ذلك البلد معرضاً للخطر»، وعندما اعترضت المذيعة قائلة إن المادة 14 من الدستور الهندي العلماني تنص على المساواة، أجاب «إن المادة 14 تضمن المساواة بين المتساوين وليس كل الناس متساوين وأن المسلمين ليسوا ضمن قائمة المتساوين».

والسؤال المهم هو: هل سيناقش المسؤولون المسلمون رئيس وزراء الهند في موقفه وكلامه الذي ينضح كراهية وبغضاء للمسلمين؟ وهل سيعترضون على كلامه عن دينهم؟ وهل سيعترضون على وجود مقاتلين هنود يقاتلون إلى جانب العدو الصهيوني في غزة والأراضي المحتلة كما نشرت صورتهم منظمة «شافي إسرائيل»؟

Ad

لقد أمرنا الله تعالى بعدم جدال أهل الكتاب إلا «بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم»، فهل سيجادل المسؤولون المسلمون مودي الهندوسي بالتي هي أحسن أو بالأسلوب الذي يليق بالظالم الذي يتأذى من سياسته أكثر من مليوني مسلم؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (البخاري)، كما أن هناك أحاديث كثيرة تنهى عن ظلم المسلم وغير المسلم، ولذلك فإن من واجب المسلم شرعاً أن يقف مع المظلوم إذا تم الاعتداء عليه أو انتقاص أي حق من حقوقه، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، خصوصاً إذا كانوا يملكون قوة التأثير السياسية والاقتصادية والإعلامية، يقول تعالى: «وقد خاب من حمل ظلماً...».