دول مجلس التعاون الخليجية تسهم دائما بأن تكون شريكا في تعديل المسار في القضايا العالقة والملفات التي تشهد زخما من التوترات على مختلف الصعد، كما أنها حاضرة في دعم كل التوجهات الهادفة لتحقيق السلام وإعلاء كلمة الحق وتحرير الشعوب المضطهدة كما هو الحاصل في سورية المحررة من الطغيان الذي عاشته من الظلم والاضطهاد والعذاب والمآسي التي كشفتها السجون بعد خروج المعتقلين الذين تعجز الكلمات عن وصف ما عانوه مهما تحدثنا عن الاستبداد الذي وقع عليهم.
وسارعت دول الخليج منذ بداية الأزمة السورية للتصدي للنظام المخلوع في مختلف الاجتماعات العالمية مع المطالبات المستمرة لرفع الظلم عن الشعب السوري، وهنا لا بد من الإشارة لمؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت من أجل مساعدة الشعب السوري ورفع المعاناة عنهم خاصة مع ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين الذين خرجوا بعد أن تعرضوا لأبشع صور الازدراء والتعذيب والتنكيل وغيرها من الأساليب التي استخدمها النظام المخلوع.
إن تفاعل دول الخليج مع القضية السورية ليس وليد اليوم أو الساعة لأنها دائما سباقة في الاستجابة لحقوق الشعوب المظلومة ومساعدتها واتخاذ كل السبل لرفع الظلم عنها، فضلا عن التحرك الفوري والعاجل في إرسال المساعدات، وإن السعادة التي يعيشها أبناء الشعب السوري التي شاركهم فيها شعوب العالم الذين فوجئوا وصُدموا من هول السجون والمعتقلات التي تكشف عن جرائم السفاح بشار وأعوانه الذين يجب أن يحاسبوا في محكمة العدل الدولية حتى لا تضيع حقوق الأبرياء والمظلومين، وتصبح هباءً منثورا في حين يتمتع الطاغية هو وأسرته بأموال الشعب السوري التي نهبها.
فلا يزال الجميع يترقبون ما سيُتخذ في المرحلة المقبلة من عقوبات صارمة بحق هذا الجزار وأسرته، والآلية التي من المفترض أن تتم للإسراع في محاكمة المجرمين من أعوانه حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر، والأمر الآخر الدور الكبير الذي يجب أن تؤديه الحكومة السورية الجديدة في إعادة ضبط الأمور وترتيب البيت السوري وتأمين شعبه من الداخل وحماية حدوده حتى لا يتمدد الكيان الصهيوني وتصبح الأراضي السورية مطمعا واستغلال المرحلة الحالية لتنفيذ أي مآرب من شأنها استئصال أي جزء منها.
آخر السطر:
ستبقى دمشق حرة بدعم شعبها الحر.