High Light: نصر إلهي

نشر في 20-12-2024
آخر تحديث 19-12-2024 | 19:36
 د. حمود حطاب العنزي

قال تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ». (إبراهيم: 42).

تحقق الوعد الإلهي وسقط طاغية الشام بعد سنوات طويلة من الظلم والطغيان، لله الفضل والمنة على تمكن الشعب السوري من تحرير بلاده من نظام استبدادي دموي قتل وهجّر الملايين، وتسبب بمعاناة لم تمر على شعب من الشعوب عبر التاريخ الإنساني، لم تكسره ولم تقلل من عزيمته وصبره وإصراره، لهذا كوفئَ بنصر إلهي كبير، يضع سورية على أعتاب مرحلة سياسية عظيمة تتطلب جهوداً جبارة صادقة ومخلصة لهدف واحد وهو: الولاء للوطن، دون وضع لأي اعتبار للولاءات الضيقة التي تكون على أساس مناطقي أو طائفي، وعليه تقع مسؤولية بناء سورية الجديدة على عاتق كل أفراد المجتمع، فمن خلال الوحدة والتعاون والمشاركة يتم تجاوز كل التحديات، ما من شأنه تحقيق حلم وطن حر يعيش فيه الجميع بكرامة وعدالة ومساواة.

وفي هذا الصدد من المفيد الإشارة الي بعض الأفكار على النحو التالي:

- الانتقال على وجه السرعة من عقلية المظاهرات إلى عقلية البناء، وهنا تبرز أهمية عملية استغلال الحالة النفسية المرتفعة لدى عموم الشعب السوري، بدعوته للتطوع في عملية البناء، بشرط أن تكون هذه الدعوة مهنية وموجهة بطريقة صحيحة، وهنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية في توعية الجماهير بأهمية المهمة الوطنية.

- الحفاظ على المؤسسات الوطنية وعدم تفكيكها، ولا سيما المؤسسة العسكرية، وهذا المسلك يخلق فرصة لإنشاء محكمة عليا يتم فيها محاكمة كل من تلطخت يده بالدم السوري بعدالة تامة، هذا الجو يؤسس لنظام التسامح والاعتذار، ما من شأنه إعادة التأهيل للانخراط بعملية البناء.

- إنشاء دستور وطني يتم تداول السلطة فيه بشكل عادل، يضمن عدم التوزيع على أساس طائفي أو مناطقي أو قومي، إنما على أساس الانتماء لسورية الوطن الذي يسع الجميع.

ختاما:

قفي دمشق فداك الأهل والدارُ

والرمح والسيف والدهماء والنارُ

مضى الذليل بقيد الذل منكسرًا

هو السجين وأهل العز أحرارُ

نبارك لكل الشرفاء في الوطن العربي الكبير هذا النصر الإلهي، فالشعب السوري بعد هذا المخاض العسير يولد من جديد ليثبت للعالم بأسره أنه شعب خلاق يستحق عن جدارة أن يعيش بعزة وكرامة وحرية، ودمتم بخير.

back to top