زبدة الهرج: الكويت في قلب العالم الإنساني

نشر في 20-12-2024
آخر تحديث 19-12-2024 | 19:36
 حمد الهزاع

حضرت عام 2014 تغطية صحافية لأعمال المؤتمر الثاني الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية والثالث 2015 الذي عقد في الكويت تحت رعاية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، بمشاركة وفود كثيرة من جميع أنحاء دول العالم بجانب هيئات ومنظمات دولية، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت الكويت تهدف من هذا المؤتمر إلى السرعة في دعم وتخفيف معاناة الشعب السوري سواء في سورية أو خارجها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة مع استمرار الأزمة السورية.

وقد نجح المؤتمران بشكل مبهر، ومنذ بداية الثورة السورية ودولة الكويت ترفض العنف المفرط والقمع ضد المتظاهرين السلميين السوريين، ومع إعطائهم كامل حقوقهم السياسية، وكما قام الشعب الكويتي العظيم بدور بارز في جمع التبرعات المالية وتسيير قافلات المساعدات، تلبية لنداء أطلقته القيادة السياسية بالفزعة استشعارا منها بالمسؤولية تجاه إخوانها السوريين المتضررين في جميع أنحاء العالم.

والشعب السوري الآن بحاجة ماسة للوقوف الى جانبه أكثر من قبل بعد سقوط نظام الأسد الذي خلف دولة شبه مدمرة ومفككة طائفيا، فيجب على دول العربية والخليجية على وجه الخصوص أن تكون حاضرة بشكل قوي وفوري، وداعمة للحكومة السورية الجديدة، ولا تلتفت لأصوات النشاز التي تخوفها من أن هذه الحكومة هي امتداد لداعش أو الإخوان، فهذا التوجس والقلق يجب أن يزول، ويكون التعاطي مع الواقع السوري الحالي بحكمة وثقة، وبالمقابل فإن الشعب السوري لن يقبل أن يتنازل عن الحرية التي قدم من أجلها آلاف الشهداء، ولن يقبل أن يعود الى نقطة الصفر ويسلم رقبته إلى حاكم دكتاتوري أو طائفي.

فاستقرار المنطقة يبدأ من خلال سورية، وهذا الأمر يتطلب من الدول العربية المعنية بالملف السوري أن تستغل هذه الفرصة من أجل تغيير موازين القوى بالشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار في سورية والمنطقة من خلال التفاهمات مع الدول الغربية التي ترتبط معها بتحالفات سياسية وعسكرية لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي فإن الحل الوحيد هو دعم الحكومة السورية للحفاظ على وحدة أراضيها من التفكك وانهيار الدولة بالكامل بل المنطقة برمتها ستعاني اضطرابات قد تتطور إلى الأسوأ. ثم أما بعد:

لا يوجد ظالم على وجه الأرض إلا وقد أمهله الله، سبحانه وتعالى، حتى إذا جاء موعده لم يفلته العزيز المقتدر ليقتص منه.

back to top