تحقيق الديموقراطية في سورية

نشر في 20-12-2024
آخر تحديث 19-12-2024 | 19:42
 عماد خميس العقاب

سورية واحدة من أهم البلدان المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهي تمر حالياً بمرحلة مفصلية من تاريخها الحديث، فمنذ بداية الثورة عام 2011 حتى الآن تعرضت لأحداث كبيرة وتغيرات جذرية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل هذه الظروف الصعبة من الضروري أن ندعم خيارات الشعب السوري في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها، لمساعدتهم على إيجاد مستقبل أفضل لبلدهم.

وإن توفير الدعم للشعب السوري يعني دعم قضيتهم ومطالبهم المشروعة، فمنذ سنوات طويلة يعيش الشعب السوري تحت حكم نظام دكتاتوري استبدادي، وهذا النظام يمارس القمع والعنف ضد شعبه، مما أدى إلى اندلاع الثورة وانتفاضة الشعب السوري ضده، ومنذ ذلك الحين يطالب الشعب السوري بالديموقراطية والحرية والكرامة، وهذه هي المطالب التي يستحقها الشعب بكل جدارة.

وفي هذا السياق علينا أن ندعم خيارات الشعب السوري في بناء دولته الديموقراطية الجديدة، فالديموقراطية هي النظام الذي يضمن الحرية والعدالة والمساواة للجميع، والنظام الذي يسمح للشعب بتحديد مصيره وتشكيل مستقبله، ونحن كأمة عربية وإسلامية، يجب أن نكون داعمين لبلداننا الشقيقة في كل الأحوال، ونسعى جاهدين لتحقيق العدالة والديموقراطية والتنمية في بلداننا.

إن تحقيق الديموقراطية في سورية يتطلب تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة من جميع الأطراف المعنية، وينبغي على الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدول الكبرى أن تؤدي دوراً فاعلاً في مساعدة الشعب السوري في تحقيق مطالبهم وإنهاء الصراع الدائر في بلدهم، كما يجب أن تقوم المنظمات الإنسانية والدولية بتقديم المساعدات اللازمة للشعب السوري المنكوب والمهجر من مساكنهم بسبب الحرب.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي توفير الدعم المالي والمادي للجهود المبذولة لبناء دولة سورية الجديدة، ولتحقيق هذا الهدف، يجب على المجتمع الدولي العمل سوياً لجذب الاستثمارات وتقديم المساعدة بشكل جيد منظم لإعادة الإعمار وإعادة الاقتصاد إلى وضعه الطبيعي، وعلى الحكومة السورية الجديدة أن تضع خططًا واضحة لعودة اللاجئين والنازحين إلى بلدهم، وإعادة بناء حياتهم في بلدهم.

ونحن نعلم أن هذا الأمر ليس سهلاً وأنه سيتطلب وقتاً وجهوداً كبيرة، إلا أنه يجب ألا ننسى أن الشعب السوري يستحق العيش في كرامة وأمن وسلام، ولذلك يجب أن نستمر في دعم خياراته ومطالبه، والعمل سوياً لبناء مستقبل أفضل لسورية وشعبها.

في الختام، علينا أن نحث الجميع على تقديم الدعم اللازم للشعب السوري في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه، فقد حان الوقت لتحقيق العدالة والديموقراطية والتنمية في سورية، ونحن نؤمن بأن مساعدة الشعب السوري في بناء مستقبله سيكون لها تأثير إيجابي على المنطقة بأسرها.

حفظ الله سورية وشعبها الحر.

back to top