شكلت الدورة الـ 45 لقمة المجلس الأعلى لمجلس دول التعاون، التي استضافتها الكويت مطلع ديسمبر الجاري، محطة أساسية لمواجهة التحديات المحيطة على مختلف المستويات، كما شكلت كلمة سمو الأمير في افتتاح القمة خريطة طريق لسبل المواجهة، وقد اعتبر سموه أن مستقبل «الخليجي» يكمن في التكامل الاقتصادي وتحقيق الازدهار في محيط يعمه الاستقرار.
واعتبر سموه، في كلمته بافتتاح القمة، أن التكامل يتحقق بتوحيد السياسات وتنويع الدخل وتسهيل الاستثمار ودعم الصناعات وتوسيع قواعد الابتكار، مشيراً الى أن المنطقة والعالم تعيشان ظروفاً بالغة التعقيد تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي وتهدد تنمية شعوبنا ورخاءها.
وأعرب سموه عن أمله أن تخدم قرارات القمة الأهداف الاستراتيجية للمجلس، وتدفع مسيرة العمل الخليجي المشترك إلى آفاق جديدة، إضافة إلى تأكيد الالتزام المستمر للدول الأعضاء بتحقيق التكامل المشترك بما يضمن تعزيز مكانة دول المجلس على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ودعا سموه إلى توحيد السياسات وتنويع مصادر الدخل غير التقليدية وتسهيل حركة التجارة والاستثمار ودعم الصناعات المحلية وتوسيع قواعد الابتكار وريادة الأعمال، خاصة في المجالات المستحدثة، مثل مجالات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتعزيز تنافسية اقتصاد بلداننا على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي وقت اعتبر سموه أن القمة تمثّل تجسيدا مشرّفا لوحدة الصف ومثالا مشرقا لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، دعا الى خلق اقتصاد خليجي متكامل مرن «قادر على تلبية تطلعات شبابنا من منطلقات أهمها التعليم».
وجدد صاحب السمو إدانة الاحتلال الإسرائيلي والإبادات الجماعية بحق الفلسطينيين، وأكد دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبرا أن ازدواجية معايير القرارات الدولية انتجت استشراء إسرائيل لزعزعة أمن المنطقة في لبنان وسورية وإيران، وجدد سموه دعوة العراق لتصحيح الوضع القانوني لاتفاقية الملاحة البحرية، واستكمال ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
تزكية سموه ولياً للعهد
بعد أن بويع سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد في 29 سبتمبر 2020 أميراً للبلاد، بدأ سلسلة من المشاورات مع أسرة آل صباح الكرام لاختيار ولي للعهد، توّجت بتزكية سموه في السابع من أكتوبر لأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد، وفقاً لدستور الكويت وقانون توارث الإمارة.
وفي صبيحة 8 أكتوبر عام 2020، أدى سمو الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية أمام سمو الأمير الراحل، وأعقب ذلك جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة بهذه المناسبة، بايع خلالها أعضاء المجلس بإجماع الحضور (البالغ عددهم 59 عضواً) سمو الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد، حيث أدى سموه اليمين الدستورية أمام المجلس.
كلمة سموه بعد توليته للعهد
وفي كلمته أمام المجلس بعد تزكيته ولياً للعهد، قال سموه: «أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتي من خلالكم ممثلين له أن أكون لحضرة صاحب السمو العضد المتين والناصح الأمين، وأن أكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه، المحافظ على وحدته الوطنية، الساعي إلى رفعته وتقدّمه، المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة».
وأضاف سموه أنه سيكون حريصاً على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين «رافعاً شعار المشاركة الشعبية، عاملاً على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة، وساعياً معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديموقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم».
وعقب تزكيته ولياً للعهد، أولى سموه جل اهتمامه بالشؤون المحلية التي تهم المجتمع والمواطنين لا سيما مع الإغلاقات التي شهدتها دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا وضرورة متابعة الإجراءات الكفيلة بالحد من تأثير هذه الجائحة على صحة المواطنين والمقيمين والتخفيف من تداعياتها على جميع القطاعات في البلاد.
كما كان سموه يتابع بقية القضايا المحلية مع مسؤولي الجهات المعنية بها في القطاعين العام والخاص وجمعيات النفع العام ويوجههم إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل النهوض بالمهام المنوطة بتلك الجهات وتطوير العمل في مرافقها وتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق أهدافها.
ودأب سموه على لقاء المواطنين بصورة دورية للاستماع إلى تطلعاتهم وهمومهم واحتياجاتهم وآمالهم والاطلاع على مساهماتهم القيمة في خدمة الكويت والتعرف إلى آرائهم وأفكارهم الهادفة إلى إعلاء مكانتها وحثهم على بذل الغالي والنفيس من أجل العمل على تعزيز وحدتها الوطنية والوقوف صفاً واحداً لضمان أمنها وأمانها والسعي من أجل تطورها وازدهارها.
تطوير الحرس الوطني
في 13 أبريل عام 2014، عُيّن سمو الشيخ مشعل، بموجب مرسوم أميري، نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، حيث أسهم في تطوير الحرس وتعزيز دوره ومكانته، واستمر في شغل ذلك المنصب حتى تزكيته ولياً للعهد.
وأكد سمو الشيخ مشعل الأحمد، في مناسبات عديدة، حرص الحرس الوطني على مساندة الجيش والشرطة وقوة الإطفاء العام في الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تهدده، وتأمين المنشآت الحيوية في البلاد والاستعداد الدائم لتلبية أي مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.
وأسهم سموه في الإشراف على الوثيقة الاستراتيجية للحرس الوطني، التي تهدف إلى حماية سيادة البلاد وشرعيتها ودستورها وشعبها وقيمها، من خلال المشاركة في حفظ الأمن والاستقرار، وإسناد الدعم لخطط وأهداف الدفاع والأمن الوطني.
وإضافة إلى مناصب سموه الرسمية التي شغلها طوال العقود الـ 6 الماضية، تولى سموه عدداً من المناصب الفخرية، منها تزكيته رئيساً فخرياً لجمعية الطيارين الكويتية عام 1973، كما كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها.
وفي عام 1977، عُيّن سموه من أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، رئيساً لديوانية شعراء النبط التي أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي وإبقائه خالداً في نفوس الأجيال. وحرص سمو الشيخ مشعل على تعزيز دور ديوانية شعراء النبط في الحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وتراث وأخلاق الآباء والأجداد التي تضمنتها قصائد الشعر النبطي، وضرورة تطوير ذلك كله وتعليمه للأجيال الحالية والقادمة وغرسه في نفوسهم.
وسام جوقة الشرف من فرنسا
في الرابع من ديسمبر عام 2018، قلّدت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، صاحب السمو وسام «قائد جوقة الشرف» من فرنسا، باعتباره أحد الرجال الذين بنوا الكويت وساعدوا على بناء الصداقة بين فرنسا والكويت على أسس متينة. وقال سموه في حفل التكريم، إن منحه ذلك الوسام هو «تكريم رفيع المستوى لكل مؤسسات الكويت العسكرية، واستكمال لمسيرة العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين».
زيارة بن زايد... وتعميق العلاقات
في العاشر من نوفمبر الماضي، زار الكويت الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وقد أعرب سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، عن اعتزازه بالانسجام بين المواقف الكويتية - الإماراتية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال سموه إنه «في ظل أوضاع وأحداث غاية في الحساسية تشهدها المنطقة والعالم، فإننا نؤكد أن مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة تتطلب التزام الجميع بالثوابت الأساسية التي تحكمها العلاقات والمواثيق الدولية، وضرورة تغليب صوت الحكمة».
وذكر سموه خلال جلسة المباحثات الرسمية «وإذ أشكر سمو رئيس الامارات الشقيقة على تلبية دعوتي لهذه الزيارة، فإنني أؤكد في هذا المقام أنها محطة جديدة لتوثيق وترسيخ العلاقات التاريخية الوطيدة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان مع حكام دولة الكويت السابقين، يرحمهم الله جميعاً، وتأصيل للروابط التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين، ونحن حريصون على المضيّ بها في حاضر مشرق ونحو مستقبل واعد، سواء على المستوى الثنائي، من خلال اللجنة المشتركة الكويتية - الإماراتية، وما تقوم به من تنسيق في جميع المجالات، لاسيما الاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري، أو من خلال البيت الخليجي الواحد ومسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يحقق مصالح بلدينا الشقيقين ومصلحة شعبينا الكريمين».
زيارة سلطان عمان للكويت
في الثالث عشر من مايو الماضي، وصل الى الكويت سلطان عمان هيثم بن طارق، في مستهل زيارة دولة. وأكدت المباحثات الرسمية بين دولة الكويت والسلطنة تعزيز علاقات البلدين وتوسيع أطر التعاون بينهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة، وتطرقت إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك ودعم وحدة الصف ومسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك.
وأُجريت لسلطان عمان مراسم استقبال رسمية، وبعد أن استقبل سمو الأمير السلطان هيثم بالمطار الأميري، توجّه القائدان إلى منصة الشرف بالصالة الأميرية، مروراً بين صفين من حرس الشرف، حيث عُزف السلام السلطاني العُماني والسلام الوطني الكويتي.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة دولة قام بها سمو الأمير لسلطنة عمان في السادس من فبراير الماضي.
وشهدت تلك الزيارة التاريخية استعراض مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط الكويت والسلطنة، ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم، بما يدعم تلك العلاقات ويحقق مزيداً من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء، إضافة إلى السعي نحو مزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون.
«دافوس» السعودية
كانت لصاحب السمو مشاركات خارجية عدة في بعض الاجتماعات والمنتديات العالمية، وقد شارك سموه بتاريخ 28 أبريل في انطلاق الاجتماع الاستثنائي للمنتدى الاقتصادي العالمي بالعاصمة السعودية تحت عنوان «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية».
وعلى هامش أعمال المنتدى، التقى سموه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيز التكامل الراسخ بينهما في شتى المجالات.
وهدف اجتماع «دافوس السعودية»، حيث عقد أول قمة استثنائية له خارج سويسرا، إلى الاستفادة من التعاون العالمي لتحقيق التحول في مجال الطاقة والتنمية الاقتصادية، وشهد الاجتماع حضور عدد من رؤساء الدول، وأكثر من 1000 من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة، وفقاً للموقع الرسمي للمنتدى.
وأكد سموه أن استضافة المملكة لهذا المنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة دولية واسعة جاءت ترسيخاً لدورها الريادي والثقة الدولية التي تحظى بها، وتجسيداً لحرصها على تعزيز آفاق التعاون الدولي وتحفيز جميع الجهود المشتركة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام في ظل التحديات العالمية الراهنة، مشيداً بكل التقدير بما بذل من جهود واضحة وعمل دؤوب وتنظيم متميز للوصول بهذا المنتدى إلى مراتب النجاح.
وأضاف صاحب السمو أن الحوارات المثمرة والنقاشات البناءة التي دارت خلال المنتدى ستسهم في الوصول إلى نتائج إيجابية تدفع عجلة التعاون العالمي، وتحقق النمو الاقتصادي المستدام، وتلبّي التطلعات في ظل التحديات العالمية الراهنة، معرباً عن تمنياته للمملكة وشعبها الشقيق بتواصل التقدم والرفعة والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين بمعاضدة وليّ عهده.
حرص أميري على التواصل الرمضاني مع المواطنين والكوادر العسكرية والرياضية والثقافية في البلاد
في إطار التواصل مع مواطنيه ومع القوى العسكرية والرياضية والثقافية في البلاد، قام صاحب السمو بزيارات رمضانية إلى تلك الجهات. واعتبر سموه خلال زيارة الى منتسبي وزارة الدفاع أن الظروف الإقليمية الاستثنائية تدفع نحو تحقيق أقصى درجات اليقظة والاستعداد لقواتنا المسلحة التي تشكّل حصن الوطن الأبي ودرعه المتينة القوية، مجدداً ثقة سموه بمنتسبي الوزارة الأشداء المخلصين، وحرصه على تطوير تلك القوات من خلال التسليح الحديث والكوادر البشرية المدربة.
وألقى صاحب السمو كلمة بالمناسبة قال فيها: «في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان الفضيل يسعدنا أن نزور وزارة الدفاع لنهنئ قيادتها وقادتها ومنتسبيها بحلول هذا الشهر الكريم، داعين الله القدير الحليم أن يعيده على كويتنا الغالية وشعبها الوفي وسائر بلاد المسلمين بالخير واليمن والبركات».
وأضاف سموه: «إخواني وأبنائي حماة الوطن، ونحن نعتز بقواتنا المسلحة حصن الوطن الأبي ودرعه المتينة القوية، فإننا نجدد ثقتنا بمنتسبيها الأشداء المخلصين الأوفياء الذين ارتضوا حمل أسمى رسالة... رسالة الدفاع عن الوطن وحمايته، وإنها لشرف عظيم وأمانة كبيرة ومسؤولية جسيمة تتطلب بذل النفس قبل النفيس، فداء لوطننا العزيز».
وخلال زيارة للرئاسة العامة للحرس الوطني، ثمّن صاحب السمو القائد الأعلى للقوات المسلحة، قدرات الحرس الوطني وإنجازاته ومواكبته التطور، وألقى سموه كلمة بالمناسبة قال فيها: «يسرنا وقد أظلنا شهر رمضان المبارك بأوقاته الطيبة ونسائمه العطرة، وتأكيداً لما جبلت عليه كويتنا العزيزة قيادة وشعباً من إعلاء قيم عظيمة ومبادئ أصيلة، أن نزور الحرس الوطني في هذه الليلة المباركة لنهنئ قيادته وقادته وجميع منتسبيه بهذا الشهر الفضيل».
وأضاف: «يشهد هذا المكان وعبر عقود من الزمان بصمات واضحة عنوانها الإنجاز والتميز في كل المجالات العسكرية والأمنية والإدارية والطبية والفنية، أرسى دعائمها أخي الكريم سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني، ونشيد بالجهود التي توجت بتطوير ميدان الشهداء في معسكر الصمود ليكون داعماً لميادين الرماية في معسكر سمو الشيخ سالم العلي في صقل مهارات منتسبي الحرس الوطني».
وفي زيارة إلى مبنى وزارة الداخلية، وجه سمو أمير البلاد قيادات الوزارة إلى الاستمرار في تطوير المؤسسة الأمنية وتميزها، من خلال وضع مصلحة الوطن وأمنه فوق كل اعتبار والحزم في تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، إضافة الى تطوير العمل الأمني وجاهزية رجاله، ومواصلة التوجه نحو التحول الرقمي.
وأعرب سموه خلال زيارة قام بها لمبنى الشيخ نواف الأحمد بوزارة الداخلية عن تقديره لجهود منتسبي الداخلية وأدوارهم في حفظ أمن الوطن وتحقيق الأمان لأهله، داعياً إلى تطبيق القانون على الجميع، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن وأمانه، كما دعا الى مواصلة الارتقاء بالعنصر البشري وتطويره وتنمية قدرات المنتسبين العلمية ومهاراتهم الميدانية.
وثمن سموه جهود وزارة الداخلية في محاربة آفة المخدرات وحماية شبابنا وتوعيتهم، والتي توجت بفوز الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مسابقة أفضل تعاون ميداني ومعلوماتي عملياتي على المستوى العربي.
وزار صاحب السمو رئاسة قوة الإطفاء العام، وألقى كلمة بالمناسبة قال فيها: «يطيب لنا، ونحن نلتقي اليوم بأبنائنا في قوة الإطفاء العام، قيادة وقادة ومنتسبين، أن نؤكد تقديرنا لهم ولجهودهم الدؤوبة وتضحياتهم الغالية لكويتنا الحبيبة، إنقاذاً للأرواح وحماية للممتلكات العامة والخاصة، مثمنين سعيهم الدائم نحو التطوير، وصولاً إلى أعلى درجات التميز في أداء المهام والواجبات المنوطة بهم».
وفي زيارة إلى النادي الكويتي الرياضي للصم، أكد سموه حرص الكويت على رعاية فئة الصم ودعمهم، من خلال توفير منظومة راقية من الخدمات تقدم لهم، «إيمانا منّا بأنهم جزء لا يتجزأ من ثروتنا الحقيقية ورأسمالنا البشري»، مشيرا إلى أنهم شركاء في مسيرة نهضة وطننا الغالي.
كما قام سموه بزيارة ديوانية شعراء النبط، حيث دعا سموه وسائل الإعلام الحكومية والخاصة إلى تعزيز الوعي بالهوية الوطنية والتراث الثقافي لوطننا الحبيب، وتعزيز التواصل الثقافي داخل المجتمع الكويتي.
وألقى سموه كلمة بهذه المناسبة جاء في نصها: «تشهد ديوانية شعراء النبط منذ تأسيسها في عهد المغفور له بإذن الله تعالى، أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيّب الله ثراه، زيارات تعكس ما تلقاه هذه الديوانية التراثية من اهتمام ودعم من قبل قيادة دولة الكويت».
وفي زيارته إلى النادي الكويتي الرياضي للمعاقين، أكد صاحب السمو أن ذوي الهمم برهنوا بعزيمتهم وإرادتهم على قدرتهم على مواجهة التحديات، وجعلوا شعارهم «المستحيل ليس صعباً... والإرادة لها أبطال»، فحققوا أهدافهم، وبلغوا المنال، مشيراً سموه إلى أن «الكويت حريصة على توفير الرعاية الكاملة لهم، ودعمهم ورعايتهم، وهذا واجبنا نحوهم، وحقهم علينا».
وأشار سموه إلى أن الكويت بمختلف قطاعاتها المعنية ومنذ عقود من الزمن تهتم بذوي الهمم، «باعتبارهم مكوناً أساسياً من نسيج مجتمعنا الكويتي، وتحرص كل الحرص على توفير الرعاية الكاملة لهم، كما نحرص دائما على دعمهم ورعايتهم، وهذا واجبنا نحوهم، وحقهم علينا».
وأعرب سموه عن سعادته بلقاء أعضاء النادي في دارهم ووجّه الشكر لإدارة النادي وجميع المعنيين، لما يقدمونه لأعضائه من اهتمام، توّج بتحقيق إنجازات رياضية في عدد من المحافل الدولية، لاسيما فوز منتخب الكويت بـ 24 ميدالية متنوعة في بطولتي ملتقى الشارقة الدولي، وفزاع الدولية الـ 15 لألعاب القوى للمعاقين، اللتين أقيمتا بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأشاد سموه لدى زيارته جمعية المكفوفين بعزيمتهم الصلبة، ودعا إلى توفير فرص عمل تناسب ظروفهم. ووصف صاحب السمو أصحاب البصيرة بأنهم «أوسمة» يتزين بها الوطن، وأصحاب همة عالية وعزيمة صلبة، مشيرا إلى أن بصيرتهم وإرادتهم وإصرارهم ركائزهم في حياتهم لتحقيق أهدافهم.
وفي وقت أكد أن ما يملكه ذوو الهمم من طاقة سلاحهم لتحدي الإعاقة، دعا سموه إلى توفير فرص عمل تتناسب مع ظروفهم، وتشجيع المتميزين من ذوي الهمم، لاسيما أصحاب البصيرة إعلامياً، من خلال تناول قصص نجاحهم في مختلف المجالات ومواجهتهم للتحديات.
ملف الجنسية الكويتية
أولى صاحب السمو ملف الجنسية اهتمامه الأبرز، وفي هذا الإطار صدر مرسوم أميري بتشكيل اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية في 27 مايو الماضي، ونص المرسوم الذي حمل رقم 75 لسنة 2024 على تشكيل اللجنة برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وعضوية كل من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، والأمين العام لمجلس الوزراء.
وجاء ذلك ترجمة لمضامين النطق السامي لسمو أمير البلاد بالحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة المجتمع الكويتي. وواصلت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية عملها بمطاردة المزوّرين، وأكد سموه أنه ثبت للجميع مدى الضرر الفادح الجسيم الذي لحق بالهوية الوطنية من خلال العبث بالجنسية الكويتية، مشيراً إلى أنه نظرا لما تمثّله الهوية الوطنية من بقاء ووجود وقضية حكم ومصير بلد، فإن الاعتداء عليها هو اعتداء على كيان الدولة ومقوماتها الأساسية، ولا يمكن السكوت عنه، مشيداً بجميع الجهود والإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية ودعمها.
ووجّه سموه كلمة إلى المواطنين بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، قال فيها «إننا نأمل منكم عقد العزم على فتح صفحة جديدة والبعد عن التعصب والمصالح الشخصية، وإشاعة المحبة والتفاؤل والوئام والبعد عن الممارسات الخاطئة التي تهدد الوحدة الوطنية».