سمير درويش شاعر يحلّق مجدداً في فضاء الرواية

«ليس بعيداً عن رأس الرجل» تعرض بـ «القاهرة الدولي للكتاب» في يناير

نشر في 20-12-2024
آخر تحديث 19-12-2024 | 21:28
سمير درويش
سمير درويش
لا يزال الشاعر المصري سمير درويش، صاحب الـ19 ديواناً حتى الآن، مغرماً بالسرد، فبعد أن أضاف إلى المكتبة العربية روايتين، هما «خمس سنوات رملية» (2004)، و«طائر خفيف» (2006)، حلّق دوريش مجدداً في فضاء الرواية، واحتفى قبل أيام بصدور روايته الثالثة «ليس بعيداً عن رأس الرجل - عزيزة ويونس»، عن دار بتَّانة للنشر بالقاهرة، بغلاف رائع من تصميم الفنان حسين جبيل.

تقع رواية سمير درويش الجديدة «ليس بعيداً عن رأس الرجل - عزيزة ويونس»، في 335 صفحة، ويترقب المؤلف عرضها في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير المقبل، وتدور أحداثها بين ثلاثة أماكن رئيسية: الأول هو قلب القاهرة، حيث ميدان التحرير بزحامه وشوارعه المتفرعة ومعالمه المميزة، والثاني قرية نائية لم يحدد الروائي مكانها، وإن قال إنها تقع على أطراف الشريط الأخضر الذي يحيط بمجرى نهر النيل من جهة الشرق، ومتاخمة للصحراء الشرقية التي تمتد حتى البحر الأحمر، والثالث هو ولاية نيويورك بالولايات المتحدة: مدينتا أستوريا ومانهاتن بالتحديد.

أجواء الستينيات

وعلى الرغم من أن الرواية لم تفصح صراحة عن زمنها الروائي، فإن القارئ يستطيع استنتاج أنها تدور من منتصف ستينيات القرن العشرين، وحتى الثاني من فبراير 2011.


غلاف الرواية غلاف الرواية

وترصد الرواية التغيرات التي حدثت على المجتمع المصري في هذه الفترة الزمنية، وانعكاساتها على الشخصيات، والعلاقات بين الناس، كما تتلمس مشاعر الفقد، سواء الفقد النهائي الإجباري بالموت، أو الفقد الاختياري الذي ينتج عن تبدل مصائر الشخصيات واختياراتهم، لكن الفقد يظل الثيمة الرئيسية البارزة، التي تتسبب في تحييد المشاعر، والانعزال، والكثير من الكآبة، واعتزال التفاعل والعمل العام.

المصير المحتوم

معظم الشخصيات الرئيسية في الرواية لا تتقابل، ولا يعرف بعضهم بعضا، وإنما يربط غالبيتهم علاقتهم بالشخصية المركزية «يونس»، الفنان التشكيلي الذي نشأ فقيراً في قرية نائية، وحصل على درجة الدكتوراه عن المثّال محمود مختار من جامعة نيويورك، وعاش في هذه المدينة العملاقة قسماً من حياته، قبل أن يقرر العودة إلى مصر وملاقاة مصيره المحتوم.

وتنقسم الرواية إلى خطين سرديين: الأول حديث يتعقب حياة يونس منذ دخل الجامعة وعاش بين القاهرة ونيويورك، وتعرف على فتيات وسيدات بحثاً عن معنى مفقود بداخله، والثاني يرصد ذكرياته في قريته وهو طفل حتى الثانوية العامة، وهذا الجزء مهم في إضاءة مشاعره وأحاسيسه التي تحكم تصرفاته واختياراته عندما كبر.

عنوان الرواية

ويعكس هذان الخطان السرديان عنوان الرواية: القسم الأول منه «ليس بعيداً عن رأس الرجل» فلسفي، يناسب شخصية أستاذ جامعي في الفن التشكيلي حصل على شهادته من أميركا، والقسم الثاني «عزيزة ويونس» يشير إلى علاقة عاطفية طفولية بين البطل وجارته في القرية، بكل ما فيها من حمولات شعبية، تشير إليها اسماهما، اللذان أخذا من أبطال السيرة الهلالية.

واللغة في هذا العمل سلسلة، شعرية غالبا بحكم أن الكاتب شاعر في الأساس، ووصفية محايدة وظيفية أحيانا، خاصة حين يريد (الشاعر) التأكيد على أنه يكتب لوناً آخر هو الرواية، وأن لهذا اللون مقتضياته التي يعرفها!

يذكر أن «ليس بعيداً عن رأس الرجل - عزيزة ويونس» ليست الرواية الأولى للشاعر سمير درويش، فقد أصدر قبلها روايتين، الأولى بعنوان «خمس سنوات رملية» صدرت عن سلسلة الكتاب الفضي بنادي القصة بالقاهرة 2004، والثانية بعنوان «طائر خفيف» صدرت عن كتاب الاتحاد باتحاد كتاب مصر والهيئة المصرية العامة للكتاب 2006.

وله 19 ديوانا شعريا، أولها «قطوفها وسيوفي» الذي صدر في سلسلة أصوات أدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1991، وآخرها «ديك الجن» الذي صدر عن دار ميريت للنشر عام 2021، وله أيضا كتابان في الفكر السياسي والديني، وكتابان في النقد الأدبي (إعداد وتقديم)، والكتاب الأول من سيرته الذاتية بعنوان «العشر العجاف - من الهزيمة إلى النصر»، صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون بالأردن عام 2019.

back to top