بعد سنوات طويلة قضتها قابعة في إحدى قاعات جامعة كورك في أيرلندا، أعلنت القاهرة نجاحها في استعادة مومياء فرعونية مع حفنة من أسنانها ومجموعة من القطع الأثرية النادرة، من بينها أوانٍ تخص كاهناً مصرياً قديماً يُدعى «با ور» حمل لقب «حارس حقول الإله»، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود مصر المستمرة لاستعادة تراثها الحضاري الذي انتقل إلى عواصم غربية قبل أكثر من مئة عام.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عبر صفحتها على «فيسبوك»، أمس الأول، استرداد مجموعة من القطع الأثرية المصرية من دولة أيرلندا، عقب الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للعاصمة الأيرلندية دبلن 11 الجاري. وتعد هذه الخطوة تتويجاً لجهود استمرت أكثر من 18 شهراً، بهدف استرداد هذه القطع الأثرية، التي كانت بحوزة جامعة كورك الأيرلندية التي أظهرت تعاوناً كبيراً لتسهيل عملية الاسترداد، وتم الانتهاء من جميع التفاصيل النهائية المتعلقة بهذا الأمر على هامش زيارة الرئيس المصري الأخيرة لدبلن.

Ad

عودة للموطن الأصلي

من جانبه، أشاد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، بالتعاون الكبير بين كل الجهات المعنية بالداخل والخارج، والمتمثلة في وزارة الخارجية المصرية وسفارتها في دبلن، وسفارة أيرلندا بالقاهرة، وكذلك جامعة كورك، التي أبدت رغبتها في عودة القطع الأثرية إلى موطنها الأصلي مصر، وقدم لهم الشكر على هذه البادرة الطيبة.

تابوت خشبي ملوّن

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل، أن استرداد هذه القطع الأثرية تم وفقا للاتفاقية الثنائية التي تم توقيعها أخيرا بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كورك الأيرلندية، لافتا إلى أن الجامعة حصلت على تلك القطع خلال الفترة بين عامي 1920 و1930، ومن بينها تابوت خشبي ملون بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفى.

وأشار إسماعيل إلى أنه سوف يتم إيداع هذه القطع المستردة في المتحف المصري بالتحرير للترميم، تمهيداً لعرضها في معرض مؤقت لما تم استرداده من قطع أثرية مؤخراً.

حارس الحقول

من جهته، قال المدير العام للإدارة العامة لاسترداد الآثار المشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية شعبان عبدالجواد إن الأواني الكانوبية التي تم استردادها لكاهن اسمه «با ور»، من عصر الأسرة 22 من العصر المتأخر، وكان يحمل العديد من الألقاب، أبرزها «والد الإله» و«حارس حقول الإله».

بقايا مومياء

أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى «حور»، وكان يحمل لقب «حامل اللوتس»، ويوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها، التي أثبتت الأبحاث أنها من المرجح أن تكون لصاحب التابوت، كما يوجد من بين القطع المستردة خمس قطع من الكرتوناج الملوّن من العصر اليوناني الروماني التي كانت تستخدم لتغطية المومياء.