هولندا تقدم اعتذاراً رسمياً عن ماضي العبودية

نشر في 19-12-2022 | 18:49
آخر تحديث 19-12-2022 | 19:13
رئيس الوزراء الهولندي مارك روته
رئيس الوزراء الهولندي مارك روته

قدّم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الإثنين في خطاب في لاهاي اعتذارات رسمية باسم الحكومة عن دور الدولة الهولندية في العبودية، معتبراً أنها جريمة ضد الإنسانية.

وقال روته في خطاب عن العبودية «اليوم، أقدم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عمّا قامت به الدولة الهولندية في الماضي: لجميع العبيد في جميع أنحاء العالم الذين عانوا من هذا النشاط، لبناتهم وأبنائهم ولكل أحفادهم».

كان هذا الخطاب حول ضلوع هولندا في 250 عاماً من الاتجار بالبشر في المستعمرات السابقة منتظراً بفارغ الصبر.

في الوقت نفسه، كان عدة وزراء هولنديين حاضرين في سبع مستعمرات سابقة «لمناقشة» القضية مع مواطنيها.

أثارت رغبة الحكومة في الاعتذار والذي تسرب خبرها إلى الصحافة الهولندية في نوفمبر، جدلاً حاداً في هولندا وخارجها لأسابيع.

وقد أرادت المنظمات المختصة في بحث تاريخ العبودية وإرثها أن يتم تقديم الاعتذار في الأول من يوليو، وهو التاريخ الذي يوافق 150 عاماً على انتهاء العبودية في احتفال سنوي يسمى «كيتي كوتي» (كسر القيود) في سورينام.

كما قالت رئيسة وزراء جزيرة سانت مارتن في الكاريبي سيلفيريا جاكوبس لوسائل إعلام هولندية السبت إنها لن تقبل اعتذار هولندا إذا قدمته الاثنين.

«القرن الذهبي»

ساهمت العبودية في تمويل «القرن الذهبي» الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقامت البلاد بالاتجار بنحو 600 ألف أفريقي خصوصاً نحو أميركا الجنوبية والكاريبي.



في أوّج امبراطوريتها الاستعمارية، كانت للمقاطعات المتحدة المعروفة حالياً باسم هولندا، مستعمرات مثل سورينام وجزيرة كوراساو الكاريبية وجنوب إفريقيا وإندونيسيا حيث كان مقر شركة الهند الشرقية الهولندية في القرن السابع عشر.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت هولندا النظر في إرث دورها في العبودية وتاريخها الاستعماري والتي بدونه لم تكن المدن الهولندية ومتاحفها الشهيرة لتصبح ما هي عليه اليوم.

مع نشوء حركة «حياة السود مهمّة» في الولايات المتحدة، تجدد النقاش في هولندا حيث لا تزال العنصرية تطبع حياة مواطني المستعمرات السابقة.

وسبق أن قدمت مدن أمستردام وروتردام وأوترخت ولاهاي اعتذاراً رسمياً عن دورها في تجارة الرقيق.

وزار وزراء هولنديون الاثنين جزر الكاريبي: بونير وسانت مارتن وأروبا وكوراساو وسابا وسانت يوستاش، إضافة إلى سورينام.

أبدى مارك روته لفترة طويلة تحفظات بشأن إصدار اعتذار رسمي، قائلاً في السابق إن عصر العبودية قديم جداً وأن الاعتذار من شأنه أن يذكي التوترات في بلد حيث لا يزال اليمين المتطرف قوياً، قبل أن يغير رأيه في نهاية المطاف.

وأظهر استطلاع حديث أن 38 بالمئة فقط من السكان البالغين في هولندا يفضلون إصدار الدولة اعتذاراً رسمياً عن العبودية.

أُلغيت العبودية رسمياً في سورينام ومستعمرات هولندية أخرى في الأول من يوليو 1863، لكنها لم تنته فعلاً حتى عام 1873 بعد فترة «انتقالية» دامت 10 سنوات.



back to top