نساءٌ صحابيات...أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)
بثباتها ويقينِها أسماءُ
هي في المواقف رايةٌ عصماءُ
ذاتُ النطاقين التي حملتْ لهم
في الغارِ زاداً حينما قد فاؤوا
ولدتْ بمكةَ حيثُ كان مجيئها
فرحاً وبشرى حفَّها أجواءُ
نشأتْ ببيتِ صحابةٍ فترعرعتْ
ميزانُها الإيمانُ والإرضاءُ
دخلتْ إلى الإسلامِ وهي صغيرةٌ
فتنشّقتْ طُهراً وهَلَّ ذكاءُ
طافتْ مع الصديقِ في صلواتهِ
وتلقّفَ القلبَ الشغوفَ دعاءُ
خدمتْ فكانتْ للضيوفِ وقد أتَوا
للنيلِ من إحسانِهم إذ جاؤوا
وتلقنتْ معنى الأمانةِ من أبٍ
عفِّ اللسانِ يحبه الفقراءُ
وكذا الشجاعةُ والطلاقةُ والنَّدا
فهمُ لها سترٌ ونِعمَ رداءُ
واختار والدُها الزُّبَيرَ لزيجةٍ
فتناقلتْ فرحاً بها الأنباءُ
خرج النبيُّ مهاجراً لمدينةٍ
وصَديقُه صِدِّيقُه الوضَّاءُ
دأبتْ لهم أسماءُ نقلَ طعامِهم
للغارِ تسترُ خطوَها الظلماءُ
من ثَمَّ سارَا للمدينةِ بعدها
فأُقيم فيها العدلُ والإرساءُ
واشتدَّ غيظُ الكافرين لمهربٍ
صار انتصاراً عكس ما قد شاؤوا
ومضى كبيرُ الكفرِ يقرعُ بابَها
بحثاً وغيظاً قد غشاهُ عماءُ
وبلطمةٍ عصبيةٍ من كفِّه
القرطُ طار وفي الحُلِيِّ دماءُ
عاد الزُّبيرُ من الشآمِ فهاجرا
لمدينةٍ فُرشتْ هدىً ونقاءُ
لحقتْ بزوجٍ في انتظار وصولِها
واستقبل الطفلَ الوليدَ قُباءُ
فرحاً بعبد اللهِ أولِ بضعةٍ
للمسلمين تضمها الأرجاءُ
بمدينةٍ للمسلمين رسالةٌ
رُفعتْ بها الآياتُ والإحياءُ
كم ساهمتْ كم أنجدتْ إخوانها
وفعالها وخصالها معطاءُ
شهدت معارك زوجها ببسالةٍ
إذ إنها الميمونةُ الشمّاءُ
صبرتْ لقتلٍ في ابنها بمروءةٍ
لم تهنها الآلامُ والأرزاءُ
حتى توفاها الإلهُ عزيزةً
من بعد عمرٍ زانه الإنماءُ
صلى الإلهُ على النبيّ المصطفى
وتضوّعتْ مسكاً به الغبراء
والآلِ آلِ البيتِ والصحبِ الأُلى
كانوا لهُ قُرباً وإنْ قد ناؤوا