ارتفعت أسعار النفط اليوم، بعد أن تكبدت خسائر في الجلسة السابقة، مدعومة بتوقعات إيجابية للسوق على المدى القصير، لكن التعاملات جاءت ضعيفة وباهتة قبل عطلة عيد الميلاد.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتاً أو 0.6 بالمئة إلى 73.05 دولاراً للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 38 سنتاً أو 0.6 بالمئة إلى 69.62 دولاراً للبرميل.
وارتفع سعر برميل النفط الكويتي 66 سنتاً ليبلغ 73.90 دولاراً للبرميل في تداولات يوم أمس مقابل 73.24 دولاراً في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وتوقع محللون لدى «إف.جي.إي» أن تحوم الأسعار حول المستويات الحالية على المدى القصير «مع انخفاض التداول في أسواق المال خلال موسم العطلات وترقب المتعاملين من أجل رؤية أوضح لمخزونات النفط العالمية في 2024 و2025».
وأضافوا، في مذكرة، أن التغيرات التي طرأت على العرض والطلب في ديسمبر جاءت متوائمة مع توقعاتهم بعدم تراجع الأسعار لمستويات كبيرة حتى الآن.
وأشار بعض المحللين الآخرين إلى وجود مؤشرات تدفع لتوقعات إيجابية للنفط خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال نائب الرئيس لتحليلات النفط لدى شركة سبارتا كوموديتيز نيل كروسبي: «ينتهي العام بإجماع الوكالات الكبرى على بدء انهيار مخزونات النفط لعام 2025».
وتلقت الأسعار دعماً بعد الكشف عن خطة صينية لإصدار سندات خزانة خاصة بثلاثة تريليونات يوان (411 مليار دولار) العام المقبل، مع تكثيف بكين إجراءات التحفيز المالي لإنعاش الاقتصاد المتعثر.
ورجح كلفن وونغ، كبير محللي السوق لدى أواندا، أن يوفر ذلك دعماً على المدى القريب لخام غرب تكساس الوسيط عند 67 دولاراً للبرميل.
ويترقب المتعاملون أيضاً الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، التي أصدرت مجموعة من البيانات الليلة قبل الماضية.
شركات هندية
وذكرت ثلاثة مصادر في قطاع التكرير، أن شركات التكرير الحكومية الهندية تدرس استغلال سوق الخام في الشرق الأوسط في ظل انخفاض الإمدادات الفورية من روسيا، أكبر مورديها، في خطوة قد تدعم أسعار النفط عالي الكبريت.
وبينت المصادر أن شركات التكرير الحكومية الثلاث الكبرى، وهي مؤسسة النفط الهندية وشركة بهارات بتروليوم وشركة هندوستان بتروليوم، تعاني نقصاً بين ثمانية وعشرة ملايين برميل من النفط الروسي للتحميل في يناير.
وتخشى شركات التكرير من أن تستمر مشكلات تأمين النفط الروسي في السوق الفوري خلال الأشهر المقبلة في ظل ارتفاع الطلب المحلي في روسيا، واضطرار موسكو إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
لكن المصادر قالت إن الشركات بوسعها السحب من مخزوناتها لتلبية احتياجات معالجة الخام في مارس.
وقال مصدران، إن شركتهما قد تحصل على مزيد من الخام من موردين في الشرق الأوسط بموجب كميات خيارية في عقود محددة الأجل، أو تطرح مناقصة فورية للحصول على النفط عالي الكبريت.
وكانت مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في البلاد، طرحت في السابق مناقصات فورية لشراء درجات خام حامضية في مارس 2022.
ولم ترد الشركات الثلاث بعد على طلبات للتعليق.
وأصبحت الهند أكبر مستورد للخام الروسي بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مشتر في السابق، عقوبات على واردات النفط الروسية رداً على غزو موسكو لأوكرانيا في 2022. ويمثل النفط الروسي أكثر من ثلث واردات الهند من الطاقة.
وقال متعاملون، إن صادرات روسيا من الخام الفوري في تراجع منذ نوفمبر، إذ استأنفت مصافيها العمليات بعد موسم الصيانة وتسبب سوء الأحوال الجوية في تعطيل أنشطة الشحن.