إعادة ترتيب البيت التربوي من خلال الجهود الكبيرة التي يقوم بها الوزير سيد جلال الطبطبائي بغربلة العديد من القطاعات ما هي إلا انطلاقة نحو تصحيح المسار إثر التركات المتراكمة التي تعانيها وزارة التربية على مدار أعوام من الإهمال في بعض جوانبها، خصوصاً فيما يتعلق بقطاع التعليم الذي يعاني الويلات بسبب عدم معالجة الجوانب التي تمس شريحة الطلاب، وما سينعكس على المخرجات.
ولعل أولى الخطوات كانت في إعادة هيكلة القطاعات عبر التدوير الشامل الذي كان يهدف الوزير من ورائه إلى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وضخ الدماء الجديدة للعمل عبر آلية متماسكة للنهوض بالتعليم في مختلف أوجهه خصوصاً بعد إلغاء تكليف أعضاء المطبعة السرية المركزية، بعد رصد مخالفات جسيمة، وتشكيل لجنة جديدة، مع التأكيد على عدم التهاون مع أي تجاوزات بعد مراجعته أسماء أعضاء الكنترول والمطابع السرية، وإعادة طباعة نماذج امتحانات جديدة لجميع صفوف الثانوية، لضمان تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلبة، فضلا عن اعتماد نظام المراقب الوطني لضمان نزاهة الاختبارات في الصفوف الدراسية كافة، ومراقبة جميع العمليات المتعلقة بالاختبارات، ورفع تقارير يومية مباشرة إلى مكتب التفتيش والتدقيق.
هذه الإجراءات تؤكد الحرص على تعزيز الثقة في المنظومة التعليمية من خلال الرقابة الدقيقة والمتابعة المستمرة، بالإضافة الى دراسة المقترح الخاص بتعيين معلمي القرآن الكريم في جميع المراحل التعليمية، والذي ينتظر الاستناد إلى الدراسات وآراء أهل الاختصاص قبل اتخاذ أي قرارات نهائية بهذا الشأن، وهذه السلسلة من الإجراءات وما سيتبعها من إجراءات أخرى بهدف الارتقاء بالمنظومة التعليمية ستحقق قفزات في المؤسسة التعليمية والتربوية وستعالج المثالب، مع انتظار الطفرة الأكبر المتمثلة بإعادة النظر في المناهج التعليمية التي يفترض أن تواكب التطورات المتسارعة بعد أن أكل الدهر على بعضها وشرب.
إن التعليم هو الأساس للنهوض بالأجيال الذين هم عماد المستقبل، وهو المسار للارتقاء بالشعوب والنقلة لتطور البلدان، فالآمال المعقودة على وزير التربية كبيرة في الاستمرار بتصحيح المسار ووضع خريطة عمل تمهد الطرق للسير نحوها دون السقوط في أي فخ قد يدفع ثمنه الطلبة مستقبلا، بسبب سلوكيات مغلوطة وإهمال وعدم استشعار للمسؤولية التي يفترض أن تحتم على أهل الميدان التربوي أن يكونوا شركاء في دعم التوجهات الإصلاحية.
آخر السطر:
المعلم هو الشريك الأساسي في خلق جيل ناجح.