أهمية بعض المكملات الغذائية
تقول المجلات الأميركية مؤخراً إن عدد النساء المصابات بترقق العظام أو هشاشتها في المجتمع الأميركي بعمر 50 سنة وما فوق ليس بقليل! وقد بلغ عددهن 45 مليون امرأة معرضات للكسور المختلفة والصعبة، وتقول الدراسات إن النساء أكثر عرضة من الرجال لهشاشة العظام وترققها لانخفاض هرمون الإستروجين مع التقدم في العمر، ولكن يمكن علاجه وتعويض ذلك النقص، وهذا من الأخبار الجيدة، لأن المحافظة على صحة العظام مبكراً أفضل بكثير وصحيا من نهاية العمر، وإن المكملات الغذائية كالكالسيوم Ca لوحده لا يكفي، فلابد من الرياضة اليومية وعمل الكثافة العضلية مع التعرض للشمس والهواء النقي واستعادة نشاط الإنزيمات والخلايا الذابلة قي الإنتاج، بمساعدة هرمون (د) الطبيعي والكامن تحت الجلد.
ولابد من التغذية السليمة الصحية، وأن تصبح الرياضة أو المشي على الأقل نظاماً حياتيا لا بديل عنه، خصوصا مع سرعة التطور والكسل الذي أجبرتنا عليه التكنولوجيا، هذا بالإضافة إلى عنصر الفوسفور الذي يعطي العظام بنيتها القوية مع الكالسيوم، والمغنسيوم الذي يؤدي دورا مهما في بنية العظام والخلايا الهلامية لها، بالإضافة إلى الفلورايد الذي يعزز قوتها وهي كلها بنسب صحية تمنع ترقق العظام وهشاشتها، إضافة إلى الزنك Zn، وهو معدن أساسي يؤدي دورًا مهمًا في الوظائف الحيوية للجسم فينشط الخلايا المناعية ويساعد في مكافحة الالتهابات والفيروسات، ويعدّ من المكملات المهمة لنمو الجسم وتطوره بشكل صحيح، خاصة خلال فترة الطفولة والمراهقة، كما يسهم في عملية شفاء الجروح وتجديد الأنسجة وحماية حاسة التذوق والشم، والمحافظة على صحة البشرة والشعر، وغالبًا ما يستخدم في علاجات حب الشباب والإكزيما، كما يساعد في تكوين الحمض النووي والمواد الجينية الأخرى في الخلايا، ودعم الجهاز العصبي، ويشترك في بناء العظام وتعزبز مفعول الكالسيوم والمغنيسيوم ومحفز لهرمون (د)، وذلك لبناء كثافة عظمية قوية.
وكثيراً هي المكملات الموجودة في الصيدليات إما على شكل (Ca-D) أو (Ca-Mg-Zn-D)، والتخلي عن التدخين وأكل الغذاء الصحي المتوازن على وجبات خضرية وأخذ قسط من المشي أو الرياضة، وساعات نوم ليلا كلها تعمل على توازن هذه المكملات بالجسم.
وقد تحدثنا في مقال سابق عن أهمية المغنيسيوم للعضلات والجسم، كمكمل غذائي، ويعد الحديد (Fe) من المعادن المهمة في جسم الإنسان، وله دور رئيس في عملية نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة الهيموغلوبين الذي يوجد في خلايا الدم الحمراء، لذلك فإن نقصه يؤثر على وظائف الجسم كافة بما فيها الدماغ والجهاز المناعي والتصدي للأمراض ومحاربة الجراثيم والعدوى، كما أن للحديد المعزز بفيتامين (ج) و(الزنك) يعد من الأهم لنموّ الشعر ومحاربة فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، خاصة عند النساء بعد الحيض أو الولادة أو بسبب التغير الهرموني بسبب الضغوط النفسية، كما أنه يؤثر على صفاء الذهن وتحسين المزاج، علما أن أكثر التقارير عالمياً تؤكد أن نقصه في الدم لسبب ما يسبب الأنيميا (فقر الدم)، ولا يمكننا القول بأن مكملات الحديد وحدها علاج للصلع، لكن قد تكون جزءاً مهما من مجموعة المكمّلات الغذائيّة الأخرى اللازمة لنمو الشعر وعلاجه.
وتعد اللحوم الحمراء، والسمك، والدواجن، وصفار البيض، من الأغذية الحيوانية المهمة في احتوائها على المكملات الغذائية عامة، في حين يعد الحديد عند النباتيين صعب الامتصاص إلا بوجود الحمضيات أو الفليفلة الخضراء أو الكيوي، خاصة في حال الفواكه المجففة، والخضار الورقية مثل السبانخ والبروكلي والملفوف، والبقوليات، والفاصولياء المجففة، والحبوب بشكل عام، لتساعد على امتصاص الحديد، وينصح هنا بالامتناع عن الشاي والحليب لأنهما يعوقان امتصاصه، خصوصا لمن يأخذ المكمل علاجاً.