سيدي الرئيس أدفعُ ببطلان اعتراف المتهم

«سيدي الرئيس: هيئة المحكمة الموقرة: أدفعُ ببطلان اعتراف المتهم».

هذه المقولة التي لطالما رددتُها في قاعات المحكمة، ولطالما سمعتها كثيراً من زملائي المحامين، وجعلتني أتفكرُ في مقولةٍ مشهورةٍ ذاع صيتها بين الناس وهي: «الاعتراف سيد الأدلة» التي تنسب إلى نظام القضاء الفرنسي... أليس الدفع ببطلان اعتراف المتهم يناقض أن الاعتراف سيد الأدلة؟ الجوالب: بلى، وبكل تأكيد.

فلم يعد الاعتراف سيد الأدلة، لما قد يشوبه من عوامل عدة تجعله اعترافاً باطلاً لم يصدر عن إرادة حرة من المتهم، ولا أعني بذلك بطلان كل اعتراف قد يصدر من المتهم، بل قد يصدر الاعتراف ويستوفي جميع شروطه فيصبح عندئذ اعترافاً صحيحاً يترتب عليه دليلاً من أدلة ثبوت الجريمة، ويكون كافياً لإدانة المتهم، لكن إذا لم يستوف هذا الاعتراف الشروط، وشابه القصور كالإكراه المادي والمعنوي للمتهم، أو أنه يناقض الأدلة الفنية، فيكون حينها اعترافاً باطلاً لا يعول عليه في إدانة المتهم، ويُدفع أمام القضاء ببطلان اعتراف المتهم.