حوار مع الشيطان
تقتحمني - أحياناً - نزعات شيطانية، فأسارع بالاستعاذة بالله منها، وألعن الشيطان، لكن ما هي إلا فترة وجيزة حتى تتنازعني نفس الأفكار، مُتخذةً طريقة مختلفة، فأكرر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وهكذا دواليك، في تكرار مثل هذه الهواجس، مما دفع بي أن أكتب مقال اليوم، محاوراً هذا اللعين، لعلي أُوقفه عند حده.
***
• لماذا - أيها اللعين - تقتحم حياة الفقير لله بوساوسك الخناسة، وتنفثها بصدري؟!
- لكي أؤكد مصداقيتي.
• وما هي مصداقيتك، لعنك الله؟!
- لأغوينهم أجمعين، ألست واحداً من الأجمعين؟!
• لكن الله - سبحانه - أخبرك بعدم قدرتك على إغواء عباده المؤمنين.
- وهل أنت من المؤمنين؟!
• مَنْ أخطأ ثم تاب فهو مؤمن.
- وهل قَبِلَ منك ربك توبتك؟!
• إنه التواب، الغفور، الرحيم، العفو.
- هذا ما تُمنِّي به نفسك، لكن ملفك الذي أعرفه عند ربك حافل بكل ما يجعلك من غير المؤمنين.
• إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إلا أن يُشرَك به، وأنا موحِّد بالله الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء، لا إله إلا هو.
- أين كان هذا الذي تقوله الآن في مراهقتك، وأفكارك أثناء شبابك، واضطرابك الإيماني عند كهولتك؟!... وسنأتي إلى شيخوختك.
• الإنسان يمر بأطوار مختلفة في كل مراحل حياته، لكن لم يحدث أبداً أن ابتعدت يوماً عن الإيمان بالله - جل وتبارك.
- وكيف كنت تعبِّر عن ذلك الإيمان؟!
• كنت مجتهداً بتطبيق كل واجباتي في المجتمع.
- واجباتك في المجتمع!
• نعم.
- أيعني ذلك أنك لم تكُن تكذب؟!
• لا أُنكر أنني اضطررت للكذب في بعض الأحيان.
- ارتباطاتك الزوجية... ألم تخالف ما أوصاك ربك به؟!
• الذي سوَّى النفس، ألهمها الفجور والتقوى، وهناك مَنْ يُفلح، وهناك مَنْ يفجُر.
- أجب عن السؤال.
• البشر خطَّاؤون، والله يغفر.
- هل تريد أن أسترسل بذكر ما ينفي عنك صفة المؤمن؟!
• الأخطاء والمعاصي لا تحرمني من رحمة الله إذا تبتُ توبة نصوحاً.
- هذا هو كلام ما بعد سن الثمانين، بعد أن جف معينك.
• لعنك الله، إذاً لماذا لم تزل تلاحقني لتوسوس بأفكارك التي تُزينها لي، وأنا أريد أن أواجه ربي بوجه أبيض؟!
- لأُفسد عليك توبتك.
• وما هدفك؟!
- لكي أؤكد أنكم لا تستحقون أن أسجد لكم، كما سجد لكم غيري.
• ألهذا عصيت ربك؟!
- بل لأُظهر أنكم مجرَّد طين.
• لكن الله - سبحانه - لعنك، وكرَّم الإنسان.
- فلماذا إذاً جهنم تنادي {هل من مزيد}؟
• لاشك أنها ستنادي على أتباعك.
- أولا تظن أنك واحد منهم؟!
* ما دمت مؤمناً بالقاضي الذي حذَّرني منك، ومن شرِّك، ومن وسواسك، عليك لعناته بعدد مخلوقاته، فإني تارك أمري له، وهو خير الحاكمين.
***
• لماذا - أيها اللعين - تقتحم حياة الفقير لله بوساوسك الخناسة، وتنفثها بصدري؟!
- لكي أؤكد مصداقيتي.
• وما هي مصداقيتك، لعنك الله؟!
- لأغوينهم أجمعين، ألست واحداً من الأجمعين؟!
• لكن الله - سبحانه - أخبرك بعدم قدرتك على إغواء عباده المؤمنين.
- وهل أنت من المؤمنين؟!
• مَنْ أخطأ ثم تاب فهو مؤمن.
- وهل قَبِلَ منك ربك توبتك؟!
• إنه التواب، الغفور، الرحيم، العفو.
- هذا ما تُمنِّي به نفسك، لكن ملفك الذي أعرفه عند ربك حافل بكل ما يجعلك من غير المؤمنين.
• إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إلا أن يُشرَك به، وأنا موحِّد بالله الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء، لا إله إلا هو.
- أين كان هذا الذي تقوله الآن في مراهقتك، وأفكارك أثناء شبابك، واضطرابك الإيماني عند كهولتك؟!... وسنأتي إلى شيخوختك.
• الإنسان يمر بأطوار مختلفة في كل مراحل حياته، لكن لم يحدث أبداً أن ابتعدت يوماً عن الإيمان بالله - جل وتبارك.
- وكيف كنت تعبِّر عن ذلك الإيمان؟!
• كنت مجتهداً بتطبيق كل واجباتي في المجتمع.
- واجباتك في المجتمع!
• نعم.
- أيعني ذلك أنك لم تكُن تكذب؟!
• لا أُنكر أنني اضطررت للكذب في بعض الأحيان.
- ارتباطاتك الزوجية... ألم تخالف ما أوصاك ربك به؟!
• الذي سوَّى النفس، ألهمها الفجور والتقوى، وهناك مَنْ يُفلح، وهناك مَنْ يفجُر.
- أجب عن السؤال.
• البشر خطَّاؤون، والله يغفر.
- هل تريد أن أسترسل بذكر ما ينفي عنك صفة المؤمن؟!
• الأخطاء والمعاصي لا تحرمني من رحمة الله إذا تبتُ توبة نصوحاً.
- هذا هو كلام ما بعد سن الثمانين، بعد أن جف معينك.
• لعنك الله، إذاً لماذا لم تزل تلاحقني لتوسوس بأفكارك التي تُزينها لي، وأنا أريد أن أواجه ربي بوجه أبيض؟!
- لأُفسد عليك توبتك.
• وما هدفك؟!
- لكي أؤكد أنكم لا تستحقون أن أسجد لكم، كما سجد لكم غيري.
• ألهذا عصيت ربك؟!
- بل لأُظهر أنكم مجرَّد طين.
• لكن الله - سبحانه - لعنك، وكرَّم الإنسان.
- فلماذا إذاً جهنم تنادي {هل من مزيد}؟
• لاشك أنها ستنادي على أتباعك.
- أولا تظن أنك واحد منهم؟!
* ما دمت مؤمناً بالقاضي الذي حذَّرني منك، ومن شرِّك، ومن وسواسك، عليك لعناته بعدد مخلوقاته، فإني تارك أمري له، وهو خير الحاكمين.