الجلال: توجه لفتح مكاتب مساندة للمكاتب الثقافية في التعليم العالي
خلال اجتماعه مع رؤساء المكاتب الثقافية الخارجية عبر تقنية الاتصال المرئي
• أكد وجود خطة شاملة تتماشى مع رؤية وطنية متكاملة لتطوير الابتعاث الخارجي
كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، د. نادر الجلال، عن وجود توجه نحو فتح مكاتب مساندة للمكاتب الثقافية في وزارة التعليم العالي.
جاء ذلك بعد اجتماعه مع رؤساء المكاتب الثقافية في الخارج عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور وكيلة وزارة التعليم العالي بالتكليف لمياء الملحم، ومدير عام الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم د. جاسم العلي، والوكيلة المساعدة لقطاع البعثات المعادلات والعلاقات الثقافية بالتكليف غيداء مذكور.
وقد استمع الجلال لملاحظات رؤساء المكاتب الثقافية حول القضايا والتحديات التي يواجهونها وتقديم مقترحات فعّالة لحلها، والتي جاءت من واقع خبرة ميدانية وتعامل مباشر مع الطلبة، منها على سبيل المثال لا الحصر: أسباب التعثر الأكاديمي للمبتعثين وسبل حلها، بالإضافة إلى زيادة أعداد الطلبة في بعض الجامعات والتخصصات العلمية دون غيرها ببعض دول الإيفاد، كما تم التطرق إلى الاتفاقيات المبرمة من قبل المكاتب الثقافية مع مؤسسات تعليمية، لتوفير مقاعد لابتعاث الطلبة في الخارج.
مناقشة أعداد المبتعثين وارتباط تخصصاتهم باحتياجات القطاعات المختلفة في الدولة
وأكد د. الجلال أن الاجتماع جاء ضمن خطة استراتيجية شاملة تتماشى مع رؤية وطنية متكاملة في تطوير قطاع الابتعاث الخارجي، الذي يعد إحدى الركائز الأساسية لبناء الكفاءات الوطنية وتطوير رأس المال البشري، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد معرفي متقدم، ومن هنا يأتي دور المكاتب الثقافية في رحلة الابتعاث الخارجي للطالب، باعتبارها حلقة وصل بين الطلبة ومؤسسات التعليم العالي الدولية من جهة، ووزارة التعليم العالي في دولة الكويت من جهة أخرى.
وأضاف أن الاجتماع يهدف لتعزيز التعاون والتكامل في العمل، وبناء قنوات تواصل مفتوحة تعزز الشفافية بين الوزارة والمكاتب الثقافية، وعرض الرؤى والاقتراحات والقضايا والتحديات، مما يساعد في تسريع اتخاذ القرارات وحلها بكفاءة في وقت قياسي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للطلبة الدارسين في الخارج، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الدعم الإرشادي لهم خلال مسيرتهم الأكاديمية.
التخصصات الطبية والاحتياج
وأوضح الجلال أنه تمت مناقشة عدة قضايا منها: أعداد الطلبة المبتعثين في التخصصات الطبية ومدى مواءمتها مع احتياجات وزارة الصحة خلال السنوات الـ5 القادمة، بالإضافة إلى مناقشة أعداد الطلبة المبتعثين في الخارج بكل التخصصات الأخرى ومدى ارتباطها باحتياجات القطاعات المختلفة بالدولة، وكذلك تم استعراض أسباب التعثر الأكاديمي للطلبة المبتعثين مع المكاتب الثقافية والمرتبط بضعف اللغة الإنكليزية، واقتراح إعادة النظر في درجة اختبار الآيلتز المطلوبة للابتعاث.
ودعا رؤساء المكاتب الثقافية إلى تعزيز سبل التعاون الدولي مع الجامعات الدولية، وتوسيع آفاق الشراكات الأكاديمية، وتوقيع اتفاقيات مع جامعات ومؤسسات تعليمية جديدة لفتح مجالات أوسع للابتعاث، بما يخدم الطلبة ومتطلبات القطاعات الاستراتيجية، ويحقق رؤية الدولة التنموية، ويسهم في رفع مستوى التعليم، مشيرا إلى ضرورة متابعة التحديث المستمر لقوائم مؤسسات التعليم العالي خارج دولة الكويت، بالتعاون مع الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي، وضمان جودة التعليم، بما يضمن مواكبة التطورات الأكاديمية العالمية.
وأكد أن الوزارة ملتزمة بتقديم الدعم الكامل لضمان نجاح الطلبة في مسيرتهم الأكاديمية، وتنفيذاً لأهداف خطة الابتعاث الخارجي، التي تمثل استثمارًا حقيقيًا في تطوير وطننا الغالي الكويت، وتحقيق تطلعاته المستقبلية.
تقييم البرامج الأكاديمية
من جانبه، أوضح د. جاسم العلي حرصه على متابعة تصنيف المؤسسات التعليمية والجامعات خارج دولة الكويت من قبل هيئات الاعتماد الأكاديمي العالمية، والتواصل المباشر مع المكاتب الثقافية لمتابعة جودة المخرجات التعليمية، وإرسال وفود فنية متخصصة للقيام بزيارات ميدانية إلى الجامعات التي تُوفد لها الوزارة، خصوصا تلك التي تشهد زيادة عددية في بعض التخصصات بهدف تقييم جودة البرامج الأكاديمية، وضمان توافقها مع معايير الاعتماد الأكاديمي المطلوبة.
كما أفادت الوكيلة الملحم بأن الاجتماع جاء في إطار حرص الوزارة على متابعة شؤون الطلبة المبتعثين وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لهم، وتطوير السياسات المتعلقة بالابتعاث الخارجي، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035، لضمان إعداد كوادر وطنية مؤهلة قادرة على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، أشارت غيداء مذكور إلى أن قطاع البعثات الخارجية يشهد نقلة نوعية، تنفيذا لتوجيهات الوزير الجلال، موضحة أن القطاع يعمل بشكل متواصل لتطوير منظومة الابتعاث، من خلال التعاون مع المكاتب الثقافية لتحقيق الأهداف المشتركة، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تعزز من نجاح الطلبة المبتعثين في مسيرتهم الدراسية، بما ينسجم مع رؤية الكويت لبناء كوادر وطنية قادرة على الإسهام في تنمية البلاد.