روسيا تهدد بنشر صواريخ نووية و«ناتو» يخشى هجوماً كارثياً
لافروف رفض مقترح ترامب تأجيل انضمام أوكرانيا للحلف 20 عاماً
في الوقت الذي عبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن خشيته من هجوم روسي «غير تقليدي»، هددت موسكو بالتخلي عن تعليق نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، في رد على ما اعتبرته «استفزازات» أميركية، بعد أن نشرت واشنطن صواريخ مماثلة في عدة مناطق بالعالم.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية، إن بلاده ستتخلى عن تعليق نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مع بدء الولايات المتحدة نشر مثل تلك الأسلحة، مؤكدا أن موسكو تعمل على «بتقييم الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف الأطلسي على الصعيد الاستراتيجي».
واعتبر أن «مذكرة التعليق المؤقت لأنشطة نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى لم تعد صالحة» بعد أن «تجاهلت الولايات المتحدة بعجرفة تحذيرات روسيا والصين، وتحركت بالفعل لنشر صواريخ من هذا النوع في مناطق عدة من العالم»، في إشارة إلى انسحاب واشنطن من معاهدة تتعلق بالحد من نشر القوة النووية متوسطة المدى في 2019.
وفي تعليقه على خطة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، عبر تأجيل انضمام أوكرانيا إلى «ناتو» 20 عاما، ذكر لافروف أن بلاده ترفض هذا الاقتراح، إضافة إلى مقترح نشر قوات حفظ سلام أوروبية وبريطانية على الأراضي الأوكرانية.
وقال لافروف، في مقابلة مع وكالة تاس، «نرفض المقترحات المقدمة من ممثلي فريق الرئيس المنتخب بتأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عاما، كما نرفض مقترح نشر قوات حفظ سلام أوروبية وبريطانية على الأراضي الأوكرانية».
وتشترط موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا ضمان عدم انحياز كييف وحيادها، وخلوها من الأسلحة النووية، فضلا عن القضاء على التهديدات طويلة الأمد لأمن روسيا، بما في ذلك توسع حلف الناتو، إضافة إلى ضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية في الشرق الأوكراني.
في هذه الأثناء، حذر نائب الأمين العام للحلف للابتكار والحرب الهجينة والحروب السيبرانية، جيمس أباثوراي، من «احتمالية حقيقية» لتنفيذ روسيا هجوماً كارثيا غير تقليدي ضد الحلف، مثل عمل تخريبي أو حريق متعمد، مما سيؤدي إلى وقوع «خسائر كبيرة»، مضيفا انه «منذ اندلاع الحرب بأوكرانيا في فبراير 2022، شهدنا زيادة ملحوظة في الأعمال التخريبية، مثل قطع الكابلات البحرية، وتنفيذ عمليات تخريب ضد المباني، وزرع أجهزة حارقة داخل شحنات منقولة جواً».
ورداً على سؤال عما إذا كان قلقاً من أن هجوماً هجيناً تشنه روسيا قد يتجاوز خطاً أحمر يستدعي تفعيل حلف ناتو للمادة الخامسة، ويدفعهم إلى الحرب مع روسيا، قال أباثوراي، في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية، «ما يقلقني هو أن إحدى هذه الهجمات ستخترق خطاً أحمر بشكل كبير».
ولفت إلى محاولة روسيا اغتيال سيرغي سكريبال، العميل الروسي السابق، وابنته يوليا، في سالزبوري ببريطانيا عام 2018، باستخدام سلاح كيميائي من نوع «نوفيتشوك»، يحتوي على ما يكفي من السم لقتل آلاف الأشخاص، مضيفا: «لذا هناك احتمال حقيقي بأن تتسبب إحدى هذه الهجمات في أعداد كبيرة من الضحايا أو أضرار اقتصادية كبيرة جداً، وما لا نريده هو أن نصبح في موقف لم نفكر فيه جيداً».
وبينما تعد المادة الخامسة من ميثاق «ناتو» الهجوم على إحدى الدول الأعضاء هجوماً على الجميع ويتطلب ردا جماعيا، يحذر الحلف من أن الأعمال العدائية الهجينة مصممة ليصعب نسبها إلى دولة، وقد ينفذها مجرمون يعملون دون علم لمصلحة الاستخبارات الروسية.