عراقيل أمام تعزيز إيران تقاربها مع روسيا والصين لتعويض خسائرها

بكين مشغولة بالحرب التجارية مع ترامب... وموسكو تريد التزامات عسكرية تمس بالدستور الإيراني

نشر في 30-12-2024
آخر تحديث 29-12-2024 | 20:13
بزشكيان مجتمعاً بمسؤولين عن الملف الاقتصادي بحضور أعضاء حكومته في طهران أمس (إرنا)
بزشكيان مجتمعاً بمسؤولين عن الملف الاقتصادي بحضور أعضاء حكومته في طهران أمس (إرنا)

بعد الخسائر التي تكبدتها إيران على مستوى نفوذها الإقليمي خصوصاً في لبنان وسورية، أكد مصدر مقرب من الرئيس مسعود بزشكيان، أن طهران بدأت خطوات لتوطيد العلاقات مع روسيا والصين قبل تولي دونالد ترامب السلطة في 20 يناير المقبل، لكن يبدو أن التقارب بين هذه الدول الثلاث يواجه تحديات كبيرة.

وأوضح المصدر أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصين كانت تمهيداً لزيارة بزشكيان لها، وبحث موضوع تنفيذ الاتفاق الطويل الأمد الموقع بين الجانبين، والذي لا تزال عراقيل كثيرة تحول دون تطبيقه.

وقال المصدر إن مهمة عراقجي تتضمن أيضاً التأكد إذا ما كانت الصين ستمتثل للضغوط المتوقعة من ترامب لوقف شراء النفط الإيراني، إضافة إلى الطلب منها تسليم قسم من أموال إيران الموجودة لديها على شكل ذهب أو عملات صعبة تستطيع الحكومة الإيرانية من خلالها السيطرة على الأسواق الداخلية.

ولا يتوقع مراقبون أن تقدّم الصين حالياً أي امتيازات مالية أو دبلوماسية لطهران، في وقت يعاني الاقتصاد الصيني ضغوطاً، وتستعد بكين لحرب تجارية مع واشنطن. وتسارعت وتيرة الهبوط القياسي للعملة الإيرانية، إذ سجل الدولار الأميركي أرقاماً قياسية جديدة في الأسواق، وبلغ 82 ألف تومان إيراني، مقابل 53 ألف تومان عندما تولى بزشكيان السلطة قبل أشهر قليلة.

في المقابل، أشار المصدر إلى أن المفاوضات الفنية الإيرانية ــ الروسية تضاعفت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، للتحضير لتوقيع الجانبين اتفاقية شراكة طويلة المدى خلال زيارة بزشكيان المرتقبة لموسكو بعد ثلاثة أسابيع.

وقال إن العقدة أمام توقيع هذه الاتفاقية كانت تمسك موسكو بأن تشمل استفادة الجانبين من المطارات العسكرية والمدنية والموانئ العسكرية أو المدنية في حال اقتضت الضرورة، وأن تعطي إيران روسيا الحق في إنشاء قواعد عسكرية جوية وبحرية على الأراضي الإيرانية، لافتاً إلى أن هذه النقطة بالذات كانت تواجه رفضاً من الرئيس السابق حسن روحاني على أساس أنها تمس بأحد بنود الدستور. وأوضح أن بزشكيان طلب من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي كان مُصّراً على توقيع هذه الاتفاقية، أن يصدر قراراً مكتوباً في هذا الشأن، أو أن ينظم استفتاءً لتغيير البند من الدستور الذي يمنع السماح لأي دولة أجنبية باستخدام الأراضي الإيرانية عسكرياً. وذكر أن خامنئي رفض اقتراح بزشكيان، وطلب التفاوض مع موسكو على تأجيل البت في البنود العسكرية والأمنية الحساسة ضمن الاتفاقية، مشيراً إلى أن أحد المواضيع العالقة الأخرى كانت موضوع إنشاء مصانع أسلحة مشتركة بين البلدين.

وفي وقت سمحت إيران ببناء مصانع لمسيّراتها في روسيا فان الأخيرة لم تلتزم ببناء مصانع لمقاتلات سو 35 في إيران. وبين أن موسكو تريد إدخال بند في الاتفاق حول الدفاع المشترك بين الجانبين، على أساس أن أي هجوم على أي من الدولتين يعتبر هجوماً على الأخرى، لكن إيران اقترحت تعليق هذا البند الى ما بعد انتهاء الحرب الروسية ــ الأوكرانية، لأن القبول به يعني دخولها الحرب.

وحسب المصدر، فإن روسيا تريد أيضا من إيران الانضمام إلى معاهدة الأمن الجماعي للدفاع المشترك بين الدول المستقلة من الاتحاد السوفياتي السابق، لكن طهران تعتبر أن دخولها في حلف عسكري يتناقض مع دستورها.

انتحاري يقتل قائداً بالاستخبارات

أفادت وكالة أنباء «فارس»، بمقتل قائد محلي لشرطة استخبارات إيرانية، وإصابة شرطي آخر، في هجوم انتحاري بقنبلة على سيارتهما في مدينة «بندر لنجة» الساحلية الواقعة جنوبي البلاد بمحافظة هرمزجان، يوم السبت.

وذكرت «بلومبرغ» أمس، أن جماعة «أنصار الفرقان» المسلحة، المعروفة باستهداف قوات الأمن الإيرانية، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

جدير بالذكر أن جماعة «أنصار الفرقان» متورطة في تنفيذ سلسلة من الهجمات جنوبي إيران على مدار العقد الماضي، بما يشمل المناطق المضطربة المتاخمة لباكستان.

back to top