هيدووه (3)
أجواء رياضية جميلة وفرحة غير مصطنعة تثبت من جديد أن الشارع الكويتي محب للحياة بما حوى من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة، حيث نعيش هذه الأيام فرحة خليجية من نوع خاص، وهي استضافة دورة الألعاب الخليجية لكرة القدم (خليجي 26) على أرض الكويت البلد المرشح للوصول الى نهائي المسابقة وبقوة بل، إضافة اللقب رقم (11) إلى خزائنه ليحلق بعيداً عن أقرب منافسيه في عدد الألقاب، هو أمل نعيشه هذه الأيام وفرحة أراها ويراها غيري أنها مستحقة بعيداً عن صراع الأطراف المتناحرة في الرياضة المحلية، وهو أمر أشدد عليه دائما استكمالا لمقالات (هيدووه) السابقة والمنشورة في جريدة «الجريدة» على مر السنين.
لا علاقة للشارع الكويتي وبالأخص الرياضي والشباب بصراع الأطراف، وعلى كل مسؤول رياضي أن يعي أن عمله يجب أن يكون خالصا للوطن فقط، فالرياضة ليست إلا أحد أهم سبل القوى الفنية الناعمة التي توثر بشكل مباشر على سمعة البلدان والأوطان في كل زمان، كما يجب التوقف عند بعض الملاحظات التي أثارت اهتمامي وغيري في الأيام الماضية، وتحديداً في ما يخص مستوى بعض المنتخبات المشاركة.
لوحظ بشكل بين أن المنتخبات التي اعتادت ضم عناصر «أجنبية» عبر قوانين التجنيس الرياضي قد قدمت مستوى متذبذباً لا يرقى أن يكون مستوى منتخب أول لبلد خليجي، بل أزيد بأن المنتخبات الوطنية التي لم تجنس أو تلعب باللاعبين المجنسين، كانت حدة القتال واللعب لديهم والتنافسية عالية جدا أيضا، وأرجع شخصيا هذا الأمر للأسباب التالية وبشكل مباشر أيضا:
أولا: مهما استوعب اللاعب الأجنبي، بل حاول الاستيعاب، فلن يستطيع أن يستوعب ويفهم أهمية هذه الدورة الرياضية الكروية لدى الشعب الخليجي.
ثانياً،: يعلم اللاعب الأجنبي تماما أن القتال لأجل ألوان بلاد جنسته وفي بطولة إقليمية لن يشفع له أمام الألم والإصابات الرياضية البتة، وهذا بالطبع على عكس الاعتقاد لدى المنتخبات الخليجية الخالصة فأبناؤها يفهمون ويستوعبون مدى أهمية هذه البطولة وعليهم مواجهة الشارع الرياضي في بلادهم بشكل مباشر دون أي تكلف.
ثالثا: اللاعب الأجنبي في حالات عدة يجد نفسه طامحا لإثبات ذاته في مباريات قارية لا إقليمية بغية سرقة الأضواء العالمية بشكل أكبر.
عموما هذا وغيره ليس إلا إثباتا بأن الاستثمار باللاعب الوطني والناشئة ليس له قيمة مؤقتة بل مستدامة ومهمة مع تقادم الأيام، أما الحديث عن خصخصة مرافق رياضية ودخول التجارة مع الرياضة فهو حديث قديم لا جديد، ولا أعتقد أنه ينافي القصد إذا ما كان الهدف أن تحتفظ الدولة بمفاصل الرياضة والعمل على تطوير خدماتها، والنظر إلى قوانين احتراف كامل ترقى لمستوى الطموح والتطلعات.
الكأس إن شاء الله كويتية هذه المرة، وأهلا ومرحباً بأهلنا في الخليج أجمع ما بين محبيكم على أرض الكويت، أرض الصداقة والسلام.
على الهامش: شخصيا كنت مصدقا للأقاويل المثارة بخصوص دخول الكيان الصهيوني للأراضي السورية مؤخرا من بعد تحريرها من براثن البعث المستبد، ونفي الخبر والكلام والبلبلة كانت محض افتراء كما وصلني وموقف دولة الكويت كان وما زال مشرفا بدعم سورية الجديدة والعمل على رسم ملامح مستقبل مزدهر بين القطرين.