في المرمى: «نبي تذاكر»
مع نشر هذا المقال يكون نصف نهائي «خليجي 26» بأطرافه الأربعة قد طويت صفحته، لنصل إلى الخطوة الأخيرة التي ينتظرها كل عشاق الدائرة المستديرة في الخليج العربي واليمن بتتويج الأحق والأجدر بلقب هذه البطولة الغالية على قلوب أبناء المنطقة، والتي حظيت باهتمام ومتابعة وإثارة غير مسبوقة على المستويين الإعلامي والجماهيري، أو «لنكن أكثر دقة» افتقدناها منذ أمد طويل.
ولأننا استمتعنا بكل تفاصيل هذه البطولة دون تحديد، كنا نتمنى أن تستمر هذه المتعة دون عيوب، لكن كالعادة، ولأن «بوطبيع ما يجوز من طبعه» فإن ربعنا أبوا إلا أن ينكدوا على الجماهير، وينغصوا عليهم فرحتهم بالمنتخب والتأهل، فطفت على السطح قضية عدم توافر وشح تذاكر المباريات التي بدأت بشكل أقل قبل لقاء الأزرق مع المنتخب القطري، إلا أنها وصلت إلى ذروتها مع تأهل المنتخب الوطني للدور قبل النهائي لمواجهة المنتخب البحريني، ليظهر التخبّط في أوجه، ويتجه إلى أعلى قمته بدءاً من التأخر في طرح التذاكر على منصة البيع، وصولاً إلى حصول البعض على التذاكر بالواسطة والهدايا، لدرجة أن البعض يتفاخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوصول تذاكره إلى المنزل، والبعض الآخر يستعرض صور وعدد التذاكر التي تحصّل عليها، وكل ذلك على حساب آلاف الناس التي تنتظر دورها في طابور الموقع الرسمي لمنصة البيع «الدايخة»، وهي تصيح بأعلى أصواتها «نبي تذاكر»، وتستجدي هذا أو ذاك لتحصل عليها.
وبدلاً من الاعتراف بالقصور والخطأ، لجأ القائمون أو المسؤولون عن هذا الأمر، سواء الشركة العالمية أو الاتحاد الكويتي لكرة القدم، إلى تقديم الحجج والمبررات الواهية، التي من أبرزها الازدحام الشديد، وعدم توقع هذا العدد أو الكم الهائل من الطلبات خلال وقت قصير، كما حاول رئيس الاتحاد، الذي كنت أتمنى شخصياً أن ينأى بنفسه عن تصدر المشهد، أن يضع نفسه بالواجهة للدفاع عن أمر هو ليس مسؤولاً عنه، حسب قوله، بل الشركة المسؤولة عن بيع التذاكر، لكن يبدو أن شعوره ويقينه أن الاتحاد كان جزءاً من المشكلة المفتعلة جعلاه يضع نفسه بقائم مقام المحامي عن الشركة العالمية، التي لا تعرف كيف لها أن تقدر أن مثل هذه المباريات لا يمكن لها أن تباع تذاكرها، وتطرح قبل يوم واحد فقط من موعدها، خصوصاً أن احتمالية تأهل منتخب البلد المضيف عالية جداً، فكان «العذر أقبح من الذنب» بشكل كبير.
بنلتي
حسناً فعلت لجنة المسابقات في الاتحاد الخليجي برفض مقترح تغيير مواعيد وملاعب مباراتي الدور نصف النهائي، وكنا نتمنى أيضاً الإبقاء على موعد المباراة النهائية كما هو، حفاظاً على قيمة البطولة، فلا يمكن في الوقت الذي ننادي فيه بالعمل للحصول على حق اعتراف الاتحاد الدولي بالبطولة، ووضعها ضمن أجندته، يخرج علينا هذا الاقتراح «المسخ» بحجة زيادة إنجاح البطولة، متناسياً كل الالتزامات الأخرى للاتحادات، ووسائل الإعلام والجماهير.