السلطات تحاول تهدئة الجدل بعد انتقادات لتعديلات المنهج التعليمي في سورية
إلغاء قصائد مرتبطة بالنساء والعشق والغزل وكلمات «إله» في دروس التاريخ
أثارت تعديلات أجرتها وزارة التربية في الإدارة الجديدة في سورية على بعض المواد التعليمية جدلاً في أوساط ناشطين، في حين أعلن وزير التربية الخميس أن تلك التغييرات تهدف فقط إلى حذف «ما يُمجّد النظام السابق» و«معلومات مغلوطة» في شرح آيات قرآنية.
وأطلقت فصائل مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام هجوماً مباغتاً أواخر نوفمبر، سيطرت خلاله على مدن سورية رئيسية، ودخلت دمشق فجر الثامن من ديسمبر.
وفرّ الرئيس السوري بشار الأسد من العاصمة، منهياً بذلك حكم عائلته الذي تواصل لأكثر من خمسة عقود.
ونشرت صفحة الوزارة على موقع فيسبوك الأربعاء تعديلات لعدّة مواد دراسية تضمّنت عبارات طلبت إلغاءها وأخرى استبدالها.
وتشمل التعديلات إلغاء عبارات أو مقاطع مرتبطة بالدعاية للحكم السابق، منها على سبيل المثال «حذف نشيد النظام» من أحد كتب اللغة العربية في إشارة إلى النشيد الوطني، وكذلك إلغاء قصائد مرتبطة بالنساء والعشق والغزل، ونص عن دار الأوبرا وكلمات «إله» في دروس التاريخ القديم.
وفي التعديلات على مادة التربية الاسلامية، استبدال لعبارة «أن يبذل الإنسان روحه في الدفاع عن وطنه» لـ«أن يبذل الإنسان روحه في سبيل الله»، وتغيير تفسير جزء من آية «المغضوب عليهم والضالين» في سورة الفاتحة في القرآن الكريم من الذين «ابتعدوا عن طريق الخير» إلى «اليهود والنصارى».
وانتقد الصحافي والناشط شيار خليل التعديلات في منشور على فيسبوك، معتبراً أن «التعليم المبني على أيديولوجيات متطرفة قد يؤدي إلى إنتاج أفراد يحملون أفكاراً تُهدد الأمن الإقليمي والدولي».
وأضاف أن «تغيير المناهج تحت إشراف هيئة تحرير الشام ليس مجرد خطر تعليمي، بل هو تهديد طويل الأمد للنسيج الاجتماعي ومستقبل سورية».
ووصف من جهته الصحافي زياد حيدر في منشور على «فيسبوك» تلك التعديلات بأنها «إعدامات تعليمية»، معتبراً أن «دولاً كثيرة ستعيد التفكير بتعاملها مع الهيئة» (هيئة تحرير الشام) على خلفيتها «لا سيما أن هنالك استهدافاً لفئات دينية بعينها».
وفي ردّ على الانتقادات التي تعرّضت لها تلك التعديلات، أعلن وزير التربية في الإدارة الجديدة نذير القادري في بيان نشر عبر تطبيق تلغرام أن «المناهج الدراسية في جميع مدارس سورية ما زالت على وضعها حتى تُشَكل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها».
وأضاف «وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية».
وأوضح الوزير أن «ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة»، مضيفاً «اعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة».