إلحاح سوري لرفع العقوبات... وتعهُّد قطري بمساندة دمشق

«غرفة الجنوب» تحتوي اقتتالاً في الصنمين
• طلائع جسر الإغاثة البري السعودي تصل إلى سورية
• 100 قتيل في الاشتباكات بين «قسد» وفصائل تركيا... وإسرائيل تستهدف مستودعاً بالسيدة زينب

نشر في 05-01-2025 | 18:58
آخر تحديث 05-01-2025 | 19:29
 الشيباني يلتقي برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري
الشيباني يلتقي برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري
كررت الإدارة السورية الجديدة مطالبتها الملحّة لواشنطن برفع العقوبات الخانقة التي فرضتها على البلاد، بهدف معاقبة النظام السابق، وذلك خلال جولة عربية استهلها وزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبوقصرة من الدوحة التي تعهدت بمساندة دمشق، في حين تدخلت «غرفة عمليات الجنوب» التابعة لـ «تحرير الشام» بهدف احتواء اقتتال بين فصائل بالصنمين.

في ثاني محطة خليجية له بعد زيارته الخارجية الأولى التي خصّ بها السعودية يوم الجمعة الماضي، دعا وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، من قطر اليوم، الإدارة الأميركية إلى تلبية مطلب حكومته المؤقتة الملحّ بشأن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلده منذ حقبة الرئيس المخلوع بشار الأسد، لافتا إلى أن تحسّن الأوضاع الاقتصادية يساعد في تسهيل عودة المهاجرين واللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وقال الشيباني، الذي وصل إلى الدوحة على رأس وفد يضم وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة، أنس الخطاب، في مستهل جولة عربية تشمل الإمارات والأردن: «نطمح في إعادة بناء بلدنا من جديد، وترميم العلاقات العربية والأجنبية، كما نطمح في تمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية والأساسية، وأن نقدم حكومة يشعر الشعب السوري بأنها تمثّله وتمثّل كل مكونات السوريين».

وتابع: «نرجو من جميع الدول العربية والأجنبية احترام سيادة الشعب السوري وأراضيه»، لافتا إلى أنه نقل للدوحة «توجساتنا ومخاوفنا من التحديات، خصوصاً ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية».

واعتبر الشيباني أن خريطة الطريق للحكومة الانتقالية هي «إعادة بناء بلدنا وترميم علاقاته بشكل جيد جدا مع دول المنطقة وتمكين الشعب سياسياً»، مشيراً إلى أن «قطر كان لها دور بارز في دعم الشعب السوري خلال 14 عاما، وستكون شريكا في مستقبل بلدنا».

من جهته، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، إنه بحث مع الوفد السوري خطوات تسهم في «بناء دولة سورية ذات سيادة، ونعمل على منع أي تدخل خارجي في شأنها».

كما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد عبدالرحمن، للوفد السوري موقف بلده، التي كانت ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق بعد سقوط الأسد، الداعم لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وتحقيق تطلعات شعب سورية في بناء دولة المؤسسات.

وأفادت «الخارجية» القطرية بأن آل ثاني بحث مع الوفد السوري علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وآخر التطورات في سورية، وتعزيز المساعدات الإنسانية إلى دمشق.

حشد وتقييم

وفي وقت تأتي جولة وفد الحكومة السورية المؤقتة التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام بهدف حشد الدعم الإقليمي لخطواتها التمهيدية لإطلاق مرحلة انتقالية تشمل كتابة دستور جديد وإجراء انتخابات في غضون 4 سنوات، اعتبر الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، عمار جامع، أن القرار 2254 يحمل مبادئ أساسية يمكن البناء عليها لتحقيق مستقبل أفضل لجميع السوريين في بلد موحد ضمن عملية شاملة لإدارة جديدة.

وقال جامع، وهو ممثل دولة الجزائر التي تتولى رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر: «فيما يتعلق بسورية والقرار 2254، صحيح أن هذا القرار يبدو قديما نوعا ما، لكن عندما تقرأه مرة أخرى، تجد أن فيه مبادئ أساسية يمكننا أن نبني عليها».

وأضاف: «موقفنا هو موقف بلد صديق للشعب السوري، تربطنا به علاقات صداقة تاريخية». ودعا جامع إلى «مساعدة الشعب السوري لتجاوز المرحلة الحالية»، مؤكدا أهمية «عدم وضع شروط للعملية الانتقالية»، التي يخشى البعض أن تتم تحت هيمنة طيف واحد.

وفي سياق متصل، أعلن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن المنظمة الدولية ستقيّم مع مختلف الأطراف الإطار الزمني المناسب لصياغة دستور جديد وإجراء الانتخابات في سورية.

وأضاف حق حول رأي المنظمة الدولية بالجدول الزمني الذي أعلنته القيادة الجديدة للإدارة السورية لصياغة الدستور وإجراء الانتخابات: «المبعوث الدولي الخاص، غير بيدرسون، يجتمع مع الأطراف المعنية، وسيقدم تقريرا بهذا الشأن إلى مجلس الأمن».

تمشيط واشتباكات

من جانب آخر، واصلت قوات الإدارة الجديدة التي تقودها «تحرير الشام» عمليات تمشيط في حمص وحلب ومحافظات الساحل السوري لملاحقة «فلول النظام». كما أرسلت «غرفة عمليات الجنوب» تعزيزات عسكرية إلى مدينة الصنمين لفرض الأمن بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات محلية.

وأفيد باتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة الصنمين شمال درعا، بعد اجتماع إدارة العمليات العسكرية ومجموعة محلية رفضت تسليم سلاحها.

وجاءت الاشتباكات في الصنمين غداة عقد اجتماع برئاسة الوزير أبو قصرة وقادة فصائل مسلحة ساهمت في إسقاط الأسد، بهدف دمجها وتوحيدها بصفوف الجيش المزمع تشكيله بحضور ممثل عن قوات سورية الديموقراطية (قسد) الكردية المدعومة من واشنطن.

إلى ذلك، اشتدت المواجهات المسلحة في شمال شرق سورية بين «قسد» والفصائل المدعومة من تركيا، اليوم، إذ أفادت تقارير بأن القوات التي يهيمن عليها الأكراد تصدت لعدة هجمات في ريف منبج وسد تشرين.

وأسفرت الاشتباكات المتواصلة حتى فجر اليوم عن أكثر من 100 قتيل خلال يومين.

وذكر «المرصد السوري» أن عدد القتلى من الجانبين بلغ حتى فجر الأحد 101، توزعوا كالتالي: 85 من الفصائل الموالية لأنقرة، و16 من قوات «قسد» والتشكيلات العسكرية التابعة لها.

مقابر جماعية

في سياق آخر، رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، أن معرفة مصير المفقودين في سورية تطرح «تحديا هائلا»، بعد أكثر من 13 عاما من حرب مدمرة، مضيفة أن الأمر قد يتطلب سنوات، فيما ذكر «المرصد» أن «مواطنين عثروا على 4 مقابر جماعية بمناطق متفرقة في درعا كانت تتبع الفرقة التاسعة بقوات النظام السابق.

الأزمة الاقتصادية

من جهة ثانية، حذرت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، كورين فلايشر، من أن الفقر والجوع لا يزال لهما تأثير على السوريين، في وقت لم يستبعد مدير «المرصد»، رامي عبدالرحمن، احتمال وقوع احتجاجات جديدة في مدن سورية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السوريون، حيث وصلت «ربطة الخبز التي كانت بـ 400 ليرة، إلى 4000، وأسطوانة الغاز أصبحت بأكثر من 250 ألفا».

وأتى ذلك في وقت وصلت طلائع الجسر البري للمساعدات السعودية إلى سورية بالتزامن مع هبوط 6 طائرات إغاثة ترسلها الرياض إلى دمشق اليوم.

استهداف إسرائيلي

على صعيد منفصل، دوّت أصوات انفجارات عنيفة في دمشق، اليوم، وسط أنباء عن استهداف مستودعات للذخيرة قرب منطقة السيدة زينب التي كانت تشكّل معقلا للفصائل التابعة لإيران و«حزب الله» اللبناني، بغارة إسرائيلية.

back to top