المرعب «أسطورة»
لم يكن «المرعب» جاسم يعقوب لاعباً عادياً، فقد أثبت وجوده من أول مباراة رسمية له مع منتخب الكويت في مشاركته الأولى ببطولة خليجي الثانية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، وأكد خلالها أنه مهاجم من العيار الثقيل، فهو يعلم تماماً طريق المرمي، وتسجيل الأهداف بكلتا قدميه وبضربات الرأس التي تميز بها ويجيدها بطرق مختلفة، فهو يتفوق على أشهر اللاعبين الذين يتقنون «ضربات الرأس»، ولعل الجميع يتذكرون هدفه في المنتخب النيوزيلندي خلال تصفيات كأس العالم.
ومن المؤكد، سنعجز في شرح كيفية إحرازه للأهداف، فمن منا ينسى هدف المرعب في شباك حارس مرمي روسيا الذي كان في العالم الأفضل حينذاك، وذلك في أولمبياد موسكو؟ وهدفه في مرمى المنتخب الإيراني عندما كان يبتعد عن الكرة بمسافة، وكان المدافع الإيراني هو الأقرب لها، ولكن إصراره على تسجيل هدف الفوز جعله يتفوق في الوصول للكرة قبل المدافع ويحرز هدفاً رائعاً؟
وجاسم يعقوب هداف تعجز عن وصفه الكلمات، وبالطبع لا يمكن أن ينسى أهدافه المؤثرة مع القادسية، والتي ساهم من خلالها في تحقيق العديد من البطولات للقلعة الصفراء.
وكان لوجوده معنا في الملاعب أكبر الأثر في تحقيق الانتصارات، فجاسم يعقوب إذا لم يحرز أهدافاً، فإنه كان صانع ألعاب من طراز فريد، ولذلك عندما يتم تكريمه قبل المباراة النهائية لبطولة خليجي زين 26، فهو يستحق ذلك عن جدارة واستحقاق شديدين، كونه أسطورة كويتية - خليجية - عربية - آسيوية.
وبعيداً عن المستطيل الأخضر وأهدافه «الملعوبة»، فجاسم يعقوب صاحب أخلاق دمثة، ويتعامل مع الجميع بشكل راقٍ دون تفرقة.
عرفت جاسم يعقوب في دورة الخليج الثانية، وتطورت صداقتي معه إلى علاقة «أخوية»، أصبحت أسرية بين والدتي ووالدته - رحمهما الله.
ولم أسمع من بوحمود كلمة واحدة خارجة عن حدود اللياقة، فقد كان ومازال نعم الأخ والصديق.
ومن المؤكد، أن تكريمه كأسطورة خليجية مُستحق، فكل الشكر لصاحب الفكرة، وأخص بالشكر وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب - رئيس اللجنة المنظمة العليا لـ «خليجي 26» عبدالرحمن المطيري، ورئيس اتحاد الكرة - نائب رئيس اللجنة الشيخ أحمد اليوسف الصباح على هذا التكريم.
متع الله المرعب جاسم يعقوب بالصحة والعافية والعمر الطويل، وهو الذي لن أتمكن أن أوفيه حقه، وكان ومازال قدوة حسنة للكثيرين في العطاء، مبروك وتستاهل أكثر من هذا التكريم، فأنت أكرمتنا ومتعتنا كثيراً يا عزيزي المرعب، وأسعدتنا بلعبك وأهدافك وفنك وخلقك الكريم... وربي يحفظك ويرعاك.
سعد الحوطي