إيران: اعتقالات في صفوف «الأقليات» تشمل ضباطاً كباراً في «الحرس»
تضمنت شخصيات سياسية ودينية اتُّهمت بإثارة النعرات العرقية
في حين تتخوف إيران من اضطرابات سياسية وأمنية داخلية وخارجية، في توقيت يصفه المراقبون بـ «الصعب» لطهران التي تعيش مرحلة ضعف بعد تلقي بعض حلفائها في المنطقة ضربات قاسية، خصوصاً في سورية ولبنان، وتضرر دفاعاتها الجوية بضربات إسرائيلية، كشف مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الأجهزة الأمنية بدأت، خلال الأسبوع الماضي، حملة اعتقالات واسعة شملت شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية باتهامات تتراوح بين «التقصير في الواجب» و«التسبب في تسريب المعلومات عمداً أو سهواً» و«التخابر مع الأجانب أو الأعداء».
وقال المصدر لـ «الجريدة» إن الاعتقالات شملت عدداً كبيراً من كبار ضباط الحرس الثوري بلغوا 70 ضابطاً من رتب عالية إلى جانب رتب مختلفة من المنتسبين للحرس والباسيج وحرس الحدود، وتركزت خصوصاً في المحافظات التي تسكنها أقليات عرقية.
وأضاف أن التحقيقات أظهرت أن عدداً من هؤلاء سربوا معلومات أمنية أو مصنفة سرية استفاد منها الأعداء لمهاجمة إيران أو القيام بعمليات اغتيال أو أخرى إرهابية داخل البلاد.
وذكر أن قسماً كبيراً من هذه الاعتقالات شمل ضباطاً وشخصيات سياسية وأمنية من العرقية الأذربيجانية، اتُّهموا بتسريب معلومات لجهات في أذربيجان أو إسرائيل، أو سهلوا مرور بضائع وعناصر تبيَّن فيما بعد أنهم عملاء إسرائيليون، أو قطع حربية خاصة بمسيّرات انتحارية.
وأشار إلى أن معظم الاعتقالات الأخرى كانت لشخصيات وضباط في مناطق كردستان، حيث تتمركز العرقية الكردية، وخوزستان حيث تتمركز الأقلية العربية، وسيستان وبلوشستان مركز البلوش.
وأوضح أنه في بعض الحالات سهّل ضباطٌ مرور عناصر أمنية عبر أفغانستان إلى إيران مقابل مبلغ لا يتجاوز 500 دولار أميركي، على أنهم مهاجرون أفغان «عاديون»، وفي حالات أخرى سهّل ضباط آخرون مرور مسيّرات وأسلحة متعددة ومتفجرات عبر المهربين الأكراد الذين يطلق عليهم اسم «الحمالين»، باعتبار أن البضائع المهربة سلع «عادية» يتم التغاضي عن تهريبها مثل مكيفات الهواء والبرادات وغيرها.
وأكد أن التحقيقات بيّنت أن بعض هؤلاء سمحوا بعبور شحنات من الأسلحة استخدمتها إسرائيل في هجومها على إيران في 26 أكتوبر الماضي، مقابل بضعة صناديق من السجائر.
وبين أن التحقيقات والاعتقالات تعكسان مدى تأثير الوضع الاقتصادي المتردي واستشراء الفساد على القوات المسلحة والأجهزة الامنية، وأنه سيتم إعداد تقرير حولها يحذر من تكرار سيناريو سورية، إذ ساهمت رواتب الجنود الضئيلة مع تردي الأوضاع المعيشية في تخلي الجيش السوري عن الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ولفت المصدر إلى أن الاعتقالات شملت بعض المحسوبين على الرئيس مسعود بزشكيان، وهو أذري العرقية، وتمت بإذن من المرشد الأعلى علي خامنئي، وشملت عدداً من رجال الدين الذين كانوا يروجون للنعرات العرقية والقومية.