بايدن يخفف القيود عن سورية ورفع العقوبات بعهدة ترامب
• بن زايد يؤكد للشيباني مساندة الإمارات لسورية... و«الجامعة العربية» تستعد لزيارة دمشق
• تركيا تعتبر القضاء على المقاتلين الأكراد مسألة وقت... وماكرون يتعهد بعدم التخلي عنهم
في وقت تحاول الإدارة السورية الجديدة تعزيز انفتاحها الدبلوماسي باتجاه محيطها العربي والدولي، كشفت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، أنها ستخفف القيود على المساعدات الإنسانية إلى سورية ويتم تسريع تسليم الإمدادات الأساسية بدون رفع القيود التي تكبل مساعدات أخرى للحكومة المؤقتة التي تهيمن عليها هيئة «تحرير الشام» في دمشق.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مسؤولين أن الخطوة التي وافقت عليها الإدارة الأميركية مطلع الأسبوع، تفوض وزارة الخزانة لإصدار الإعفاءات لجماعات الإغاثة والشركات التي توفر أساسيات مثل الماء والكهرباء وغيرها من الإمدادات الإنسانية.
وأضاف المسؤولون أن الإعفاء سيسري مبدئياً لمدة 6 أشهر، وسيلغي حاجة موردي المساعدات للحصول على تصاريح لكل حالة على حدة، لكنه يتضمن شروطاً تضمن عدم إساءة استخدام سورية للإمدادات.
وأشارت الصحيفة الأميركية أمس، إلى أن القرار المحدود يؤكد حذر البيت الأبيض بشأن رفع العقوبات الشاملة عن سورية، التي ستصبح بعهدة إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب عند توليه مقاليد الحكم في 20 الحالي، قبل أن يتضح مسار السلطات الجديدة بقيادة زعيم «تحرير الشام» أحمد الشرع، التي تصنف واشنطن حركته بقائمة الإرهاب.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تمتنع عن اتخاذ قرار بشأن رفع العقوبات الشديدة التي فُرضت خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً في سورية، مطالبةً بضمانات من دمشق بعدم التراجع عن وعودها بحماية حقوق النساء والأقليات الدينية والإثنية العديدة في البلاد. ولفتت إلى أن الحكومة، التي يقودها الشرع، تسعى إلى الحصول على اعترافٍ من القوى العالمية لإضفاء الشرعية على حكمه.
تنسيق غربي
في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن، سيلتقي بعد غد الخميس نظراءه الأوروبيين في روما، لبحث «الملف السوري ودعم الانتقال السياسي السلمي والشامل بقيادة سورية»، فيما أجرى بلينكن اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، تناول آخر المستجدات في سورية والمنطقة.
في السياق، رأى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن على الدول الغربية «النظر إلى تغيير النظام في سورية بدون سذاجة».
وأكد ماكرون الذي أرسل وزير خارجيته جان نويل بارو إلى دمشق بصحبة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيروبوك الجمعة الماضية، إلى أن فرنسا سترافق العملية الانتقالية «بشكل مطول» من أجل قيام «سورية حرة تحترم تعدديتها الإثنية والسياسية والطائفية». ووعد ماكرون بعدم التخلي عن المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الغرب في «الحرب ضد الإرهاب وداعش»، مشيراً إلى تطلع بلده لاستقرار سورية وعودة اللاجئين من أوروبا إليها.
هنغاريا أول بلد بالاتحاد الأوروبي يعيد فتح سفارته بدمشق منذ سقوط الأسد
وتزامن ذلك مع استئناف هنغاريا عمل سفارتها في دمشق لتكون بذلك أولى دول الاتحاد الأوروبي التي تعيد فتح سفارتها منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
في هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، لدى وصوله إلى الإمارات ثالث محطة بجولته العربية التي استهلها من الرياض ثم الدوحة، عن تطلع بلده لبناء علاقات ثنائية بناءة تصب في مصلحة البلدين.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، مساندة بلده لاستقلال سورية وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، ودعم كل الجهود الإقليمية والأممية التي تقود إلى تحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة عقب استقباله الشيباني الوفد المرافق له.
وأشار بن زايد إلى أهمية توفير عوامل الأمن والاستقرار للشعب السوري، من أجل مستقبل يسوده الازدهار والتقدم والتنمية.
وأوردت وكالة «سانا» أن الشيباني وصل أبوظبي برفقة وزير الدفاع مرهف أبوقصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب في أول زيارة رسمية، لبحث آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.
وتحمل زيارة وفد الإدارة الجديدة التي تؤكد تطلعها إلى بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة وإقامة حكم معتدل يراعي رمزية خاصة، حيث سبق أن عبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي عن حذر بلده تجاه التطورات في دمشق وارتباطها بتنظيمي القاعدة والإخوان.
في موازاة ذلك، كشفت منصات سعودية شبه رسمية أن الجامعة العربية تواصلت مع وزارة الخارجية في الإدارة السورية الجديدة لترتيب زيارة إلى دمشق خلال أيام، للوقوف على آخر التطورات، وبحث مسارات الأحداث هناك، مؤكدة أن وفد الجامعة هو الذي سيزور دمشق، ولم يتم بحث زيارة وفد سوري للجامعة في القاهرة، كما أفادت المصادر بأن الجامعة تنتظر تحديد موعد الزيارة.
الأردن وتركيا
من جانب آخر، صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال استقباله نظيره الأردني أيمن الصفدي في أنقرة أن بلده يعتقد أن «القضاء على حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب ليس سوى مسألة وقت بعد تغير الوضع في دمشق».
وفي حين تدور مواجهات طاحنة بين فصائل «الجيش الوطني» السوري المدعوم من تركيا والقوات الكردية السورية ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ»العمال الكردستاني» التركي المتمرد، كشف عضو المجلس الوطني الكردي في سورية، عبدالله كدو، عن طلب الولايات المتحدة توحيد الأكراد في تحالف واحد، استعداداً لمشاركتهم في الحكومة السورية المزمع تشكيلها مع استعداد «قسد» لاستبعاد جميع العناصر غير السورية من البلاد خلال المرحلة المقبلة في إشارة «العمال الكردستاني» التركي.
من جهته، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خلال زيارة، اتفاق بلاده مع تركيا على رفض العدوان الإسرائيلي الجديد على سورية، في أعقاب انهيار نظام البعث.
وأكد الصفدي على أن «أمن سورية واستقرارها من أمن واستقرار الأردن وتركيا، لأنهما دولتا جوار»، مشدداً على رفض أنقرة وعمان أن «يعيد الإرهاب وجوده ومكانه في سورية ولا نريد حدوث اقتتال في سورية».
وتابع: «نقف مع السوريين من أجل ضمان مستقبل يضمنون فيه كل حقوقهم وتوفير مستلزمات حياتهم اليومية».
مواقف إيرانية
في المقابل، زعم نائب رئيس «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم قريشي، أن الشعب السوري «يعيش الحزن» حالياً، و«سينتفض ضد الوضع الحالي»، فيما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن يكون وزير الخارجية عباس عراقجي حذر من «خطر تشكيل دولة إسلامية في سورية»، مشيراً إلى أن «الترويج لمثل تلك الشائعات يهدف إلى خلق الفتنة».
إلى ذلك، ظهر متطوعون يحملون السلاح لحماية مناطقه بدمشق تحت إشراف الإدارة الجديدة التي أعلنت إطلاق حملة أمنية لملاحقة فلول النظام في منطقة جبلة بريف اللاذقية، عقب أنباء عن تعرض قوة تابعة لها لكمين من قبل مسلحين بالمنطقة التي تعد معقلاً لأنصار الأسد على الساحل السوري.