في المرمى: بين الخليج وآسيا الفارق شاسع

نشر في 09-01-2025
آخر تحديث 08-01-2025 | 19:27
 عبدالكريم الشمالي

لا تزال مشاعر الفرح تتواصل وتسيطر على الكويت بنجاح تنظيم بطولة «خليجي 26»، لكنها صفحة يجب أن تطوى حتى نتمكن أن نفكر بالقادم، بعد أن كبرت الطموحات وارتفع سقفها، إلا أن ذلك السقف يحتاج منا أن نكون واقعيين وعقلانيين، حتى نستطيع أن نحقق الأهداف المرجوة، سواء كانت قريبة أم بعيدة المدى.

ويبدو أن الهدف الجديد والأهم الذي يأتي على رأس الأولويات، وفق ما هو معلن، هو تنظيم بطولة كأس آسيا، التي كان الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد أبدى نيته المبدئية لنظيره الآسيوي بطلب تنظيمها قبل أن تعلن الحكومة على لسان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري نية الكويت أو توجهها للتقدم بملف طلب استضافتها، وحتى نكون كما أسلفت «عقلانيين وواقعيين»، علينا أن نعرف أن الفرق شاسع جداً بين تنظيم بطولة بحجم وشكل كأس الخليج وأخرى بحجم كأس آسيا، وهو أمر بلا شك تدركه الحكومة تماماً، وقبلها يعرفه مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ولذلك من الواجب أن تكون الأمور واضحة للشارع الكويتي بشكل عام والرياضي خصوصاً، حتى لا يتعلق أحد بحبال الأمل ثم يكتشف أنها كانت فقط أضغاث أحلام من وحي الخيال.

وحتى لا يظن البعض أننا نتعمد تصدير الإحباط و«تكسير المجاديف»، ولكي نكون أكثر وضوحاً في هذا الجانب، علينا أن نعرف أننا سنواجه إذا ما تقدمنا فعلياً بطلب استضافة بطولة 2030 منافسة حادة على الأقل من جمهورية إندونيسيا الدولة الوحيدة حتى الآن التي أعلنت رسمياً أنها ستتقدم بطلب الاستضافة، وهي تمتلك ملفاً جاهزاً «من مجاميعه»، ولا بد أن نشير هنا فقط إلى أن ملف تنظيم بطولة الخليج وعلى عكس الملف الآسيوي لا يدقق في وسائل المواصلات وسهولتها ولا آلية وسهولة السماح بدخول جماهير كل الدول المشاركة إلى البلاد، ولا يلتفت إلى عدد غرف الفنادق المتاحة أثناء البطولة، ناهيك عن الملاعب، فـ«خليجي 26» نظمت على استادين واحتاجت إلى 8 ملاعب تدريب، وسيكون حجمها بمثابة مجموعتين من «6» في كأس آسيا، أي أننا سنحتاج إلى ضعف ملاعب التدريب وإلى 4 إلى 6 استادات جاهزة بسعة متوسطة على الأقل، أي لا تقل عن 20 إلى 25 ألف متفرج، إضافة إلى تفاصيل أخرى كثيرة ليس من متسع لإيرادها جميعاً، فهل نحن قادرون فعلاً على التقدم بملف منافس أم لا؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة.

بنلتي

من الظلم أن يرجع الشيخ أحمد اليوسف رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم سبب النجاح التنظيمي لبطولة «خليجي 26» إلى انتهاء الصراع الرياضي، ويتناسى كل العوامل التي ساعدت هذه النسخة على النجاح، ومن باب التذكير فقط نقول لرئيس الاتحاد إن الكويت قبل 7 سنوات نظمت بطولة «خليجي 23» في فترة لم تتعدَّ أسبوعين من إسنادها لها، وفي نسخة تعد من أنجح النسخ بشهادة الجميع، وكان من الممكن أن تصادف ذات نجاح هذه البطولة لولا الظروف السياسية الاستثنائية التي كانت تمر بها المنطقة حينذاك، وما دمنا في باب التذكير «ترى اللي استفادوا من الصراع الرياضي واللعب على المتناقضات والقفز من مركب إلى مركب وفق ميزان القوة ترى وايد والمشكلة أنهم معروفين ومكشوفين».

back to top