الاحتفاء بمرور 100 عام على نشأة السريالية في العالم بمعرض البحرين
شارك الفنانون د. وليد سراب، وأسعد بوناشي، وبدر حياتي من الكويت في معرض «ذاكرة سريالية» بمملكة البحرين، الذي أُقيم أواخر ديسمبر الماضي، برعاية عضو مجلس النواب البحريني زينب عبدالأمير، في قاعة الفنان راشد العريفي بجمعية البحرين للفن المعاصر، بمناسبة مرور 100 عام على نشأة السريالية في العالم، التي أسسها الشاعر والطبيب الفرنسي أندريه بريتون عام 1924.
وقال الفنان د. وليد سراب إن المعرض تضمَّن لوحات تشكيلية مُستوحاة من الفكر السريالي، لكن بهوية خليجية، وبموضوعات مختلفة وأساليب متنوعة بريشة 3 فنانين كويتيين، إلى جانب فنانين بحرينيين، هم: خليفة شويطر، وشهرام سلطاني، وعباس رضي، وزهير القديحي، وعبدالله المنامي، مضيفاً أن المعرض لم يكن مجرَّد عرض لأعمال فنية، بل كان أيضاً منصة للنقاش حول أهمية الفن السريالي، ودوره في المجتمع والفكر المعاصر، واستخدامه كوسيلة قوية للتعبير عن الذات والأفكار التي قد يصعب التعبير عنها بالكلمات، حيث تشجع السريالية الجمهور على التفكير خارج الصندوق، وفهم أن الواقع ليس دائماً كما يبدو.
ومن جهته، ذكر الفنان أسعد بوناشي، أن فكرة المعرض تكمن في إعادة الذكريات السريالية لهذه المدرسة، فهو المعرض الأول من نوعه بهذا المجال، الذي جمع فنانين لهم باع طويل في الفن السريالي، الذي يُعد واحداً من أكثر الحركات الفنية تأثيراً وإبداعاً في القرن العشرين، فقد ظهرت هذه الحركة في أوروبا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، كوسيلة للتعبير عن العقل الباطن، وتجسيد الأحلام والخيالات.
وأضاف بوناشي: «الفن السريالي يمثل رحلة استكشاف معقدة للعقل البشري وطبيعته، كما يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الواقع والخيال، وأيضاً يعبِّر عن كينونات وقضايا المجتمع المتشابكة في لوحة واحدة، التي تعجز عن توصيلها أحياناً العديد من الكُتب، ما يسهم في تعزيز الحوار حول الهوية الإنسانية والمجتمع».
ولفت إلى أنه أهدى النائبة زينب عبدالأمير في نهاية جولتها للمعرض نسخة من لوحة بانوراما الكويت الثانية.
ومن جانبه، أعرب الفنان بدر حياتي عن سعادته بالمشاركة في المعرض، مبيناً أنها فكرة جميلة جداً لإحياء الفن السريالي، الذي تم العزوف عنه من معظم الفنانين، ودخلوا مراحل جديدة من الفن التي تشتمل على الحداثة وما بعد الحداثة.
وقال حياتي، إن مشاركة الفنانين في المعرض كانت ممتازة جداً، حيث عرضوا مجموعة من الأعمال الفنية التي تعبِّر عن رؤيتهم الخاصة للعالم من حولهم، وشهد زوار المعرض تبايناً غنياً في الأعمال المقدَّمة، والتي تمثل تجارب الفنانين المختلفة وأسلوبهم الفريد.
وأكد أن الفن السريالي بمنزلة حركة ثقافية تهدف إلى تجاوز الواقع، من خلال فنون بصرية تحمل معاني رمزية وعميقة، لافتاً إلى أن هذا النوع من الفن يتميَّز بالتجسيد الإبداعي للأفكار غير المنطقية والرمزية البحتة، مثلما فعل الفنان سلفادور دالي في لوحاته الشهيرة، وأيضاً يناقش الفن السريالي القضايا الفلسفية والنفسية، ما يجعله أداة فعَّالة للتأمل والتفكُّر.