وكالة الأنباء الكويتية (كونا) هي الناطق الرسمي باسم الحكومة إعلامياً، داخل دولة الكويت وخارجها، حيث تعتبر واجهة الكويت الإعلامية والمتصدرة لوجهة نظرها الرسمية حيال القضايا في الداخل والخارج، ويأمل المتلقي والمتابع لها وكذا الجمهور المستهدف أن تعكس وكالة أنبائه الرسمية صورةً واقعية عن التطور الكبير الذي نشهده في كثير من الجوانب في القطاع الإعلامي المحلي، خصوصا مع ثورة الإعلام الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ولتطوير العمل في وكالة الأنباء الكويتية نستعرض بعض الملاحظات التي شابت عملها وهي كما يلي:
- مراجعة الهيكل التنظيمي والإداري لقطاع التحرير، حيث إن بعض الموظفين يحملون مسميات وليس لهم مهام إدارية واضحة، مما يترتب عنه تهميش وطرد للكفاءات الوطنية.
- تطوير العلاقات بعواصم صانعي القرار، لأنه سيتيح فتح نافذة للإعلام الكويتي على دول وثقافات جديدة، وعلى آفاق ترتقي بها المنظومة الإعلامية الكويتية إلى مصافّ الدول الرائدة في المجال الإعلامي، وذلك من خلال فتح المزيد من المكاتب الخارجية الجديدة بعدد من العواصم ذات التأثير السياسي والاقتصادي العالميين، مع تطوير العلاقات معها (روسيا، كوريا، اليابان، إسبانيا، إيطاليا، ماليزيا، الهند، العراق، ... إلخ).
- أما من ناحية عمل المكاتب الخارجية وطريقة انتداب العمل داخلها، فيبدو أنها تتخبّط بالعديد من الأخطاء التراكمية على مدى عهود مضت، فهي تفتقد معايير واضحة ومحددة ومنصوصا عليها لندب الموظفين للعمل فيها، مما جعلها مرتعا للشطط وهضم الحقوق، وهو ما يفوّت الفرصة على الكثير من الكفاءات الوطنية العالية وإجحافهم حقَّهم في الإسهام في دينامية السيرورة الإعلامية ببلدنا، وهذا الحيف أدى إلى عدم أخذ الكثير من الكفاءات فرصتهم للعمل بالمكاتب الخارجية، حيث إن بعضهم أمضى في العمل 14 سنة لم يتسنَّ لهم خلالها العمل بالمكاتب الخارجية، وبعضهم لم يكملوا مدة انتدابهم كاملة لأسباب خارجة عن إرادتهم، أو أنهم كانوا في دول تعاني عدم الاستقرار الأمني والسياسي، فوجدوا أنفسهم يحملون تبعات تلك القلاقل السياسية والأمنية، وهو ما عاقهم دون تحقيق ذواتهم في هذا المجال، فضلًا عن أن هناك، في المقابل، من حاز الندب الخارجي مرتين، ومن ثم انتدب إلى بلد آخر.
لا نريد أن نغفل أمراً ذا أهمية بالغة في خاتمة هذا المقال، بل نعتبره بمنزلة توصية، وهو أنه يجب مساواة العاملين الكويتيين في مكاتب «كونا» الخارجية بعمل الدبلوماسيين التابعين لوزارة الخارجية في الخارج، سواء من حيث مدة الندب أو مدة مكوثهم وبقائهم في الخارج، علماً بأن عدد البعثات الدبلوماسية بالخارج يفوق 160 بعثة، وأنّ عدد مراسلي (كونا) في الخارج يقع في حدود 14 مراسلا كويتيا.
ثم إنه، ومن باب حَفْز الكوادر الوطنية من منتسبي «كونا» وتشجيعها من أجل أن تتاح لهم فرصة العمل في بعض مكاتبها الخارجية، فإننا نوصي أيضًا بوجوب استحداث وظيفة (مساعد مراسل كويتي)، مع تقليص مدة الندب الخارجي إلى 4 سنوات في المرة الواحدة، ثم العودة إلى الكويت بمدة أقل من ذلك، حتى إذا انطبقت عليهم الشروط والضوابط اللازمة يتجدد الإيفاد مرة أخرى، وبهذا تتاح الفرصة لكل مراسل كويتي للعمل بالمكاتب الخارجية مرتين- على الأقل- طوال مسيرته الوظيفية في «كونا».
وبذلك نكون قد بدأنا العمل الصحيح على تجديد وتحديث منظوماتنا الإعلامية الرسمية، وشَرَعْنَا بوّابتها على الانفتاح على البلدان الرائدة في هذا المجال لصقل المواهب واكتساب الخبرات، ثم لنكون قد أفدنا من كفاءاتنا البشرية المؤهّلة بعدلٍ ومساواةٍ وتكافُؤ فرص.