شهدت المناطق المركزية في طهران، بما في ذلك ساحة انقلاب، وجمالزاده، ومحطة مترو شریعتي، وکذلك آریاشهر، وأكباتان، وحي نفت، وحي تشیتكر، وكلشهر، وكوهردشت في کرج، وحي كلسار ومعلم في رشت، وعدد من أحياء مشهد وبعض المدن الأخرى، احتجاجات حاشدة مناهضة للنظام الإيراني عقب هدوء نسبي الأسبوع الماضي.
وبعد مرور 93 يوماً من الاحتجاجات التي اجتاحت مدن إيران، نظّم المتظاهرون، ليل الاثنين - الثلاثاء، تظاهرة ضد نظام الجمهورية الإسلامية في «ساحة انقلاب» بالمنطقة المحيطة بمحطة المترو ورددوا شعارات مثل «الموت للدكتاتور»، و»يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين».
احتجاجات نسائية
في غضون ذلك، نشر موقع إيران أوبن داتا للإحصاءات دراسة تشير إلى أن 82 في المئة من الإيرانيات بالمدن الكبرى خرجن إلى الشوارع دون حجاب مرّة واحدة على الأقل خلال الشهرين الماضيين، اعتراضاً على قانون الحجاب وقمع «شرطة الآداب».
وشمل الإحصاء 5582 سيدة معظمهن دون سن ال 40 في 31 محافظة. وقام الموقع البحثي بإجراء الإحصاء عبر وسائل التواصل على الإنترنت.
وفيما لا يحتاج الشخص لإحصاء كي يشاهد تحدي الإيرانيات ل «قانون الحجاب» خاصة في المدن الكبرى فقد واجهت السيدات مطالبة مسؤولي المكتبة العامة الرئيسية في طهران، أمس، بالالتزام بارتداء الحجاب الإجباري باحتجاجات سرعان ما تحولت إلى تظاهرات عامة انتقلت إلى عدة مناطق في مدينة طهران، خاصة بمحيط الجامعات. وأكدت سيدة كانت في المكتبة العامة خلال الأحداث أن مدير المكتبة أمر بطبع وتوزيع منشورات تهدد بمنع دخول السيدات غير الملتزمات بقواعد الحجاب، الأمر الذي استفز أغلب السيدات وتسبب في فوضى عارمة، بعد وقوع مشادات كلامية تحولت إلى اشتباكات بالأيدي بين العاملين في المكتبة والزائرات ممّن رفضن التهديد.
عبداللهيان وبوريل
إلى ذلك، عقد وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان وكبير مفاوضي إيران النوويين علي باقري كني اجتماعاً مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ومسؤول الاتحاد الأوروبي المعني بتنسيق المحادثات النووية إنريكي مورا، على هامش حضورهم اجتماع «التعاون والتنمية لدول جوار العراق 2» في الأردن أمس.
وشهد الاجتماع سباقاً بشأن أولويات الملفات التي يجب بحثها بين الطرفين، غداة تشديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا، خلال اجتماع للأمم المتحدة، على أنه لا ينبغي للنظام الإيراني أبداً إنتاج أسلحة نووية ودعم الغزو الروسي لأوكرانيا، محذرة من أن مثل هذه الأنشطة، إلى جانب القمع العنيف للاحتجاجات السلمية للإيرانيين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة للجمهورية الإسلامية.
وأكد مصدر دبلوماسي رافق وزير الخارجية الإيرانية ل «الجريدة» أن الاجتماع بين عبداللهيان وبوريل كان مثمراً، حيث اتفق الجانبان على ضرورة العودة إلى مفاوضات فيينا والتوقيع على مسودة الاتفاق التي توصل إليها الجميع في آخر جولات المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وحسب المصدر، فإن عبداللهيان أخبر بوريل بأن زيارة وفد المنظمة الدولية للطاقة الذرية كان إيجابياً، حيث سلّم الوفد إيران مطالب المنظمة بشأن الخلافات بينهما، وأجرى مباحثات بشأن كيفية إنهاء تلك الخلافات و«إغلاق التحقيق الذي تجريه المؤسسة الدولية بشأن المواقع المشبوهة التي عثر بها على آثار يورانيوم» بشكل كامل.
وأشار المصدر إلى أن عبداللهيان أبلغ بوريل أنه «إذا كان الجميع متفقين على التوقيع على المسودة المتفق عليها في فيينا، فإنّ طهران مستعدة لأن تقدّم للمنظمة الدولية كل المعلومات التي تحتاجها وتسمح لهم بالتفتيش في المنشآت المشكوك بها، للتأكد من صحة المعلومات الإيرانية وإقفال التحقيق قبل التوقيع على التفاهم النهائي» لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وذكر المصدر أن بوريل لم يحمل أي جواب أميركي بشأن قبول إجراء مباحثات مباشرة مع طهران، لكنّه أكد أن الأميركيين لديهم مطالب سيقدمونها إلى إيران قريباً، والأوروبيين يعتقدون أنه آن الأوان لإقفال هذا الملف وعودة الجميع إلى الاتفاق النووي الأصلي وتنفيذه. واستنكر الوزير الإيراني «نهج الدول الغربية في دعم المشاغبين وفرض عقوبات غير قانونية على الجمهورية الإسلامية بذرائع واهية لحماية حقوق الإنسان».
وبشأن أوكرانيا، أكد عبداللهيان موقف بلاده المبدئي الداعم لوحدة أراضي أوكرانيا، والمؤكد على ضرورة الحلول السلمية لإنهاء الحرب وتسوية الأزمة بأوكرانيا، وجدد إعلان بلاده استعدادها لتجاوز سوء التفاهم عبر التواصل المباشر مع الجانب الأوكراني.
قصف إسرائيلي
على صعيد آخر، أفاد «المرصد السوري» المعارض بأن هجوماً منسوباً لإسرائيل استهدف محيط دمشق، في وقت متأخر ليل الاثنين، أدى إلى مقتل مسلحين اثنين في مستودع أسلحة تابع ل «حزب الله» اللبناني.
وذكر أنه لم يتم التعرف على هوية المسلحين، لكن من المرجح أنهما ينتميان إلى جماعة «حزب الله». واستهدفت 4 قذائف على الأقل مواقع لميليشيات إيرانية قرب مطار دمشق الدولي.