عودة إلى الدوري المهمل

نشر في 10-01-2025
آخر تحديث 09-01-2025 | 20:20
 عبدالكريم الشمالي

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فبعد طول انتظار وبعد جهد وعناء انطلق قبل أيام دوري كرة القدم الأظلم في العالم، والذي وصفه المدرب الوطني لفريق نادي الساحل محمد عزب بالدوري المهمل، وهو وصف حقيقي يعكس واقع حال هذه المسابقة التي أصبحت مدعاة للسخرية من الجميع، وهي مسؤولية بلا شك لا يتحملها طرف على حساب آخر بل هي مشتركة، وعلى الجميع أن يحاول وضع الحلول للنهوض بها باعتبارها مسابقة لها تأثير على مستوى وتصنيف الكرة الكويتية.

وحتى نجد الحلول المناسبة لا بد لنا أن نتعرف على المشكلة ومكمنها، فلا يمكن لأي طبيب أن يوصف العلاج دون أن يشخص حالة المريض بشكل دقيق، وفي حالتنا هذه مريضنا يعاني من عدة مشاكل أدت إلى أنه يبدو أمام العامة هزيلاً ضعيفاً يُصَوَّر لمن يراه أنه غير قابل للعلاج، وهو عكس ذلك تماماً متى ما تم الاهتمام به، وعقد العزم على أخذ زمام المبادرة لعلاجه بالشكل الذي يستعيد معه عافيته.

ولعل أبرز وأهم المشاكل والمرض العضال الذي عانى ويعاني منه هذا الدوري الهزلي هو عدد الفرق المشاركة فيه، وهذه مشكلة لا يتحملها الاتحاد المنظم للعبة، لكنه في الوقت ذاته مسؤول عن البحث في الحلول الممكنة والواقعية، فبدلاً من الإصرار على إعادة الأسطوانة المشروخة والمكررة بمحاولة إشراك فرق الجيش والشرطة والحرس الوطني، وهو بالمناسبة مطلب غير قانوني وغير لائحي، فهذه جهات حكومية لا يجوز لها أن تنشئ أو تمتلك أندية ولاعبين محترفين، وجل منتسبيها ينتمون إلى أندية قائمة ومسجلين في كشوفات الاتحاد، كما أن انضمامها لنشاط الاتحاد لا يوافق نظامه الأساسي، لذلك كان الحل بأن يَجْهد الاتحاد في إقناع جميع الأندية المشهرة بالمشاركة في نشاطه، وأعني هنا نادي القرين تحديداً الذي يمتنع عن تكوين فرق لنشاط كرة القدم، بحجة عدم امتلاكه لمرافق، وهو «عذر أقبح من ذنب»، ويتحمله النادي والحكومة ممثلة في الهيئة العامة.

والحديث عن زيادة عدد الفرق يجرنا إلى الحاجة لأندية جديدة، فأظن جازماً أن دوري الدرجة الأولى هو إثبات على صحة المطالبات بضرورة إنشاء وإشهار أندية جديدة من قبل الحكومة، وهذا موضوع كنت قد طرحته في مقال سابق، وبات على الهيئة العامة للرياضة أن تنظر بجدية في هذا الأمر، وأن تبادر إلى إشهار أندية أو تراجع طلبات التأسيس المقدمة لها، والتي تم ركنها في الأدراج أو رفضها لأسباب متنوعة، وإخطار مقدمي هذه الطلبات لمعالجة الأسباب المانعة وتداركها.

ومن المشاكل الأخرى التي يعاني منها دوري المظاليم مشكلة الإهمال الإعلامي، ولا أعني هنا الصحف أو وسائل الإعلام الخاصة، بل الإعلام الرسمي، فما الذي يمنع تلفزيون الدولة، حتى وإن لم يكن الناقل للدوري الممتاز، من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد لنقل مباريات دوري الدرجة الأولى «حاله كحال العديد من الدوريات على مستوى العالم»، وبالتالي تستفيد الأندية من عوائد النقل المالية، وفي ذات الوقت يتم تسليط الضوء على المسابقة واللاعبين، مما يساهم في إعطاء دفعة معنوية ومادية لرفع المستوى الفني العام، وهو بالتأكيد دور يقع على عاتق الدولة، التي ينص دستورها على إلزامها برعاية النشء والشباب.

بنلتيظهر في لقاء متعالياً مغروراً، يصور نفسه وكأنه هدية عيد الميلاد التي نزلت من السماء في غرفة الملابس على زملائه، ونجم النجوم الذي لا يشق له غبار، ونسي أن يرد عليهم «لما على قولته شافوه وهم مو مصدقين ويسألونه أنت اللي في كاس العالم وفي نتابعك بالتلفزيون» نسى يقولهم «إيه أنا اللي موقوف في ديرتي من الاتحاد إلى أجل غير مسمى وفارضين علي غرامه لأني كنت مستفز وما احترمت مشاعر الجماهير عقب أدائي الكارثي في كأس العالم وانقذني الجهراء بالتعاقد معاي»... حسستنا إنك روبرتو كارلوس يا رجل.

back to top