نقطة: زبوط النقعه...
أخشى أن يعجب نهج وزارة الإعلام بقية الوزارات والجهات الحكومية فتطالبنا هيئة المعلومات المدنية أو وزارة الشؤون- أيهما أقوى- بعدم إطلاق الألقاب والكنى وأسماء الشهرة على أصدقائنا ومعارفنا، وإلزامنا بمناداتهم بأسمائهم الحقيقية الواردة في الأوراق الرسمية فقط، وإلا فسنتعرض للمساءلة القانونية، والمنع من الحديث معهم حتى إشعار آخر.
المشكلة أن ذكرياتنا مرتبطة بأسمائهم المستعارة التي غالباً لا نعرف غيرها، فهناك الكثير من الآباء والأمهات أيضاً ممن دخلوا وخرجوا من حياتنا ولا نعرف إلا اسم بكرهم، ثم إن بعض أصحاب الألقاب الشهيرة إذا غيرناها فقد ننساهم هم شخصياً، لأن قيمتهم ومكانتهم لدينا غالباً تكمن في القصة وراء إطلاق هذا الاسم لا صاحبه، فإذا ما ناديناهم بأسمائهم الرسمية فقد يفقدون مكانتهم في حياتنا، ونحن بالتأكيد لنا كذلك «علوقة» في قصة أحدهم لكن لا نعرفها، إلا أننا بالمحصلة كيف كنا سنتحمل حمود «ناريله» براسه الصغير كجوز الهند الحامل لأحلام أكبر من حجمه بتغيير الأنظمة والكرة الأرضية والكواكب القريبة؟! وهل كنا سنتقبل الأفكار غير المألوفة والآراء المغلوطة في كل مناحي الحياة والسياسية والدين والتاريخ من «الدكتور» الذي لم يكمل المتوسطة ونحن نعلم أنه لا يملك من العلم إلا الفتات والتلاقيط؟! وإذا سيسنا الموضوع قليلاً فماذا سيكون الفارق الفعلي بالمواقف والتصويتات مثلاً بين مسلم البراك، الله يذكره بالخير، وحسين مزيد لولا «ضمير الأمة»؟! وكلن بربعه سرى.
نحن لم نصل لمرحلة الشقيقة الكبرى مصر، حيث الناس لا يعرفون بعضهم إلا بأسماء الشهرة وألقاب التفخيم من محمود الخطيب الشهير ببيبو، إلى فاطمة أحمد كمال الشهيرة بشادية، وبينهما الملايين من زيزو وكهربا وكشري وشطة وباشا وبيه وإلى ما لا نهاية، لكن الإشكالية قد تقع عندما يكون الاسم الحقيقي أسوأ من اسم الشهرة، وبهذا تفوقت سورية على أم الدنيا، فأحدهم هناك سمى ابنه «نعم حافظ الأسد» ليضيع مستقبله بكل فخر وتحدٍّ، ولنحمد الله عموماً أننا لم نصل إلى هذا المستوى من الأسامي حتى الآن، وتوقفنا عند حدود فتى رحيمه، وغريد الشاطئ، وشادي الخليج.